وقفت عند مقال الأخت فوزية النعيم بعنوان (زي البنات.. يا إدارة الكليات) يوم الأربعاء العدد 11556 إذ طرحت رأيا يستحق التأمل والتبصر، ولاسيما أن الشأن يتعلق ببناتنا في كلياتهن، فأقول: لتعلم الأخت الكاتبة أن الزي الموحد قنن وقرر في الكليات بعد دراسات مستفيضة، وبعد واقع معاصر وميداني، ذلك أنه لو سمح للطالبات بحرية الزي، لرأينا عجباً، فقد خرجت كثيرا من الطالبات عن هذا المحذور رغم منعه، وعانت إدارة الكلية الواحدة من هذه المخالفة فوجدنا تفاخراً بالزي، وتسابقاً في اقتناء الموديلات الجديدة، وكأن رحاب الكليات لعرض الأزياء، وليس للتعلم، ولا أقول هذا من تلقاء نفسي، بل هو ظاهر جلي، ولو تجاوزنا ما يحصل من قبيل هذا في الكليات لوجدنا أن الأمر قد استشرى بين بعض المعلمات في مدارسهن، فكل معلمة منهن تحاول أن تظهر بمظهر التميز الحسن بين زميلاتها، ومن المعلوم محضاً أن هذا يؤثر سلباً على نفسيات بناتنا المتعلمات، مما حدا بمديرات المدارس إلى التشديد على تطبيق النظام في الزي الخاص بهن، فإذا كان هذا هو حال المعلمات الناضجات، فما ظنك بمن هن رهينات التعلم والتلقي في الكليات، فهل تريد الأخت الكاتبة إلى أن تصعّد هذه الظاهرة برأيها هذا، وإني أعتب عليها - بتلطف- حين ذكرت أن هذا النظام لا يمت بالدراسة بصلة، بل تجاوزت الكاتبة المصداقية حين ذكرت أن هذا حجة في نفس يعقوب عند أحد المسؤولين، أو إحدى المسؤولات إذ تقول: وربما تكون ألوانا تتعلق بمسؤول معين أو مسؤولة كانت تعشق هذه الألوان وقننتها في الكليات!!. وما علمت أنه قرار يحاول جاهداً أن يحد مما ذكرت آنفاً، والذي يعجبني - بالجيم المشددة المكسورة- قولها في ألوان الزي: وكلها ألوان توحي الحزن الصباحي وعدم الإقبال، فكيف يؤثر هذا في طالبات ناضجات كما ذكرت؟ والمؤسف أن الأخت أقحمت نفسها فيما غاب عنها، فإن كان ما تراه ناجم عن اتصالات تفد عليها من بعض الطالبات، فهي قد وقفت على رأي فئة معينة بذاتها دون سائر الطالبات، ومما لا شك فيه أن هذا لا يسوغ للكاتبة إلى أن يكون هذا دليلاً على رأيها، وأنها جاءت به من منظور ميداني ومعاش، والغريب في الأمر أنها توحي بتعصبها لهذا الرأي من تلقاء نفسها لا من نقل شكوى الطالبات، ودليل ذلك إيرادها كلمات جاهزة وغير منضبطة مثل: السيطرة الدكتاتورية، قوانين غير مدروسة سلسلة متوارثة من العقد لن يكون لدينا شخصيات قيادية لا تسعى إلى بناء شخصيات.
ودليل آخر أن هذا الرأي وليد الأنا، أي من عندياتها مثل قولها: والحقيقة تأتيني اتصالات كثيرة من طالبات الكلية، ثم أجدها تقول بعد ذاك بقليل: حتى أنقل هذه القناعة لجميع الطالبات اللواتي حاولن الاتصال بي للكتابة عن مشكلتهن، وهذا خلط جلي بلا عناء، فكيف تقول: إن الطالبات اتصلن بها، ثم تقول حاولن الاتصال بها، تناقض وغياب المصداقية ظاهر، خاصة أنها جعلت- في الأولى- الاتصال من جميع الطالبات، وهذا أمر متعذر هلا قالت: من بعض طالبات الكلية.
إننا بحاجة إلى إبداء الرأي وتداوله، لنخرج بالحلول المناسبة، إلا أن عرض رأيك بأسلوب يستشف منه أنك مبدية نصحا لا باحثة عن إدانة، وطالبة حق لا طالبة انتصار، لكان أجدى وأحرى، أما أن يلقى الكلام على عواهنه بلا تثبت وروية، وبكلمات كبيرة تتهم المعنيين بلا وجه حق، وبلا اطلاع مسبق على قرار إلزام الطالبات بهذا الزي، وما الغرض منه، فهذا لا مساغ للعذر فيه، ولاسيما وأنك قد نصبت قلمك كمحامٍ عن زمرة من الطالبات، كما ذهبت في قولك، فالحق أحق أن يتبع وينظر فيه، ثم إن هذا الموضوع كثر تداوله وكتب فيه من قد أوصل الفكرة كما يجب، لا كما يبالغ فيها، آمل أن تكون الواقعية مطية أختنا، ذلك أنها مطلب الجميع، فمقالك قد نضب معينها، ولعل أختنا تطلع على منتدى طلاب وطالبات جامعة الملك سعود في القصيم، ففيه ما يغني عن القول.
أحمد بن عبدالعزيز المهوس - بريدة |