لقد استبشر جميع المواطنين - ولله الحمد - بما حمله بيان الديوان الملكي من مغادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران لمستشفى القوات المسلحة بجدة بعد أن أمضى سموه فترة بالمستشفى إثر العملية الجراحية التي أجريت لسموه.
ولقد كانت الفترة التي قضاها سموه في المستشفى جديرة بالكثير من التمعّن والتفحّص، وإن المتابع والمتأمل لتلك الفترة يلاحظ التلاحم والتعاطف الذي يربط الحاكم بالمحكوم في هذه البلاد الطيبة والمسؤولين بالمواطنين كافة.
لقد رأينا التلاحم الأخوي والاهتمام والمتابعة لحالة سموه من خلال زيارة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لسموه في المستشفى، وكذلك من الاهتمام المستمر والمتابعة المتواصلة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد بسموه والزيارات اليومية للمستشفى للوقوف والاطمئنان على صحة سموه كذلك من توافد أصحاب السمو الملكي الأمراء وأفراد الأسرة المالكة للمستشفى ومن الزيارات المختلفة والاتصالات المتعددة من عددٍ من المسئولين من الدول الخليجية العربية والإسلامية والعالمية.
كما كان للاهتمام الذي أبداه المواطنون في كافة مناطق المملكة بكافة فئاتهم على حالة سموه وتوافد الكثير منهم للاطمئنان عليه أكبر الأثر على معرفة مدى ما يتمتع به سموه من محبة وتقدير لدى جموع المواطنين، فلقد كان الجميع الصغير والكبير الرجال والنساء يلهجون بالدعاء إلى الله أن يحفظ الله سموه وأن يلبسه ثياب الصحة والعافية.
إن المتأمل لتلك الفترة يلاحظ الحب والتقدير الذي يحظى به سموه لدى قلوب كافة فئات المجتمع في جميع مناطق المملكة وهذا الحب والتقدير لم يأتِ من فراغ أو بين يوم وليلة بل كان ثمرة عمل سنين طويلة من سموه الكريم مع كافة المواطنين فكم من مريضٍ أمر سموه بعلاجه على نفقته الخاصة سواء داخل المملكة أو خارجها وكم من شخصٍ ضاقت عليه الدنيا بهمومها ولجأ إلى الله ثم إلى سموه وكان لعطف سموه أكبر الأثر في تفريج هم ذلك الشخص وقد جعل له بأمره تعالى من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً، وهناك الكثير جداً من المواقف الإنسانية لسموه تجاه مساعدة الفقراء والمحتاجين والمعوزين ولم يقتصر ذلك على المواطنين في الداخل بل لسموه مساهمات كثيرة ومتعددة للمسلمين والمحتاجين خارج المملكة وفي كافة الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى مشاريعه الخيرة لخدمة الكثير من المسلمين في الدول الفقيرة خصوصاً في إفريقيا، ومن أهم المشاريع مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية التابعة لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، فهذه المدينة بحق نموذجاً فريداً قدمه سموه للعناية بالمواطنين والمقيمين على أحدث المستويات العالمية.
حفظ الله سموه من كل مكروه وأدام عليه لباس الصحة والعافية.
وختاماً نسأل الله العلي القدير أن يديم علينا أمننا في ظل تمسكنا بمبادئنا الإسلامية الحنيفة وقيادتنا الرشيدة ووحدتنا الوطنية.
|