أكثر من مرة تهاجم الصواريخ الأمريكية أشخاصاً يحتفلون بزواج، فعلت ذلك عدة مرات في أفغانستان وفعلته في العراق، وفي كل مرة تفعلها قواتها تصر على أن المستهدفين كانوا إرهابيين ويطلقون النار، ولأنها ديموقراطية فهي تعد بتحقيق وكان الأجدى إجراء تحقيق ليس في قتل عدة أشخاص يموت أكثر منهم يومياً في كل أنحاء العراق بأسلحة (التآلف المتحالف على الاحتلال)! بل إجراء تحقيق دولي لماذا احتلت أمريكا العراق ولماذا تقتل شعبه!، الناس تحت الاحتلال معرضون للقتل سواء كانوا خائفين مذعورين كما يحب أن يراهم المحتل، أو أخذوا وقتاً مستقطعاً ليفرحوا فيه فالقتل وراءهم!، فالمحتل قد جاء محمولاً على حاملات الطائرات وممتطياً الدبابات والمدرعات مستعداً للقتل ولم يأتِ للاستمتاع بمنظر الفرحين!، الفساتين البيضاء وزغاريد النساء وأهازيج الرجال في حفلة العرس تهيج شهوة القتل لديه!، لقد جاء ليركع الناس ويذلهم والفرح المعلن هو في الحقيقة إنكار للحزن وتفوق عليه.
قصص أبو غريب لم تأتِ اعتباطاً، بل إنها تأتي ضمن هذا المفهوم، وهو العمل على إيجاد شروخ مزمنة في النفس العربية لتظل مكسورة ومحطمة!، وما حصل في السجن هو نموذج عالي التكثيف لما تفعله قوات الاحتلال مباشرة بأهل العراق وتفعله عن بعد بكل عربي أصبح الآن يشعر بأنه تعرض لما تعرض له السجناء وإن كان خارج السجن!!
|