الحمد لله حمداً يملأ الزمان والمكان.. والحمد لله حمداً يليق بجلال وجمال الرحيم الرحمن.. والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبدالله نبي المكارم والأخلاق والرحمة والإحسان وعلى آله وأصحابه واتباعه في كل زمان ومكان.. أما بعد:
فوالله الذي لا إله غيره إن الأحرف لتعجز كل العجز عن أن تؤلف الكلمات.. وإن الجمل لتتقاعس عن أن تصف مشهد جنازة ولي الله فضيلة الشيخ محمد السعوي إمام جامع الراشد ببريدة الذي فُجعت به أُمته أيما فجيعة بانتقاله إلى جوار ربه الكريم عصر يوم الجمعة الموافق 2-4- 1425هـ وماتت معه زوجته وابنته.
آه.. لقد مات الشيخ - رحمه الله - وبموته قد ماتت المعاني قبل أن ترتقي لوصف سمته وحُسن خُلقه وكريم سجاياه..
واحزناه وفقداه.. العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا شيخ محمد لمحزونون وقدر الله وما شاء فعل والحمد لله على كل..
عزاؤنا في شيخنا أن له من الأخلاق أحسنها ومن كريم الخصال وحسن السجايا أرفعها وأجلها..
من لي بمثل مشيك المدلل.. تمشي الهوينا وتجي في الأول.
وصدق الله إذ يقول:{وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}.
ويقول: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى {4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.
وإليك اخي انت بالذات يا من عشقت مكارم الأخلاق وحسن الخصال طرفاً من سجاياه وكريم خصاله التي عايشتها ولمستها سجية فيه دونما تكلف أو مبالغة فسمته - رحمه الله - كان ذا سلوك حسن فقد كان عمره كله سلوكاً حسناً ويتمثل ذلك في حسن منطقه وجماله وبعده عن فاحش القول ورديء الكلام وفي إشاعته لروح المحبة لمن يلقاه وإفشائه للسلام لمن عرف ومن لم يعرف وفي قوله للتي هي أحسن فلا يفسد ذات البين ولا يُهيج على الشر في المقال.. كان ناصحاً صادقاً وواعظاً مؤثراً ومرشداً سديداً وخطيباً بليغاً فصيحاً وفي دفعه للسيئة بالحسنة لا تراه الا غاضاً لبصره عفيفاً في لسانه إن دخل استأذن ولا يخرج إلا بإذن..
إذا مشى فبالسكينة والوقار فتراه يمشي مشياً هيناً كأنما يتمثل القرآن في أخلاقه وأحواله كلها.. رحمه الله.
استقام على الحق اعتقاداً وعملاً وإخلاصاً..اتسمت دعوته بالطريقة الحسنة وبالسنة الحسنى التي لا قسوة فيها ولا غلظة مع حظ وافر ونصيب عظيم من الصبر وحلية جميلة من خصال الخير والبر والمعروف.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
زد على ذلك مسارعته في فعل الخير.. واتسامه بالحكمة وحرصه على الإصلاح بين الناس مع صدقه وبشاشته ووداعته وسلامة قلبه وصفاء نفسه كل ذلك مقرون بالعفو عن الناس والصفح الجميل الممزوج بروح السلام والرحمة والمودة والإخاء والإحسان والإيثار والعفة والشكر والاعتدال في الأمور مع التواضع المنقطع النظير والوفاء بالعهد وصدق الولاء لولاة المسلمين والحب الصادق لهم والنصح المتمثل بصدق لهجة والدعاء لهم وحسن الثناء عليهم.
وهنا أسجل وقفة شكر وتقدير وإجلال لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير المنطقة لمشاركة إخوانه أحزانهم كيف وهو من عرف بحبه ورحمته وطيب سجاياه - وفقه الله وسدد خطاه ورعاه -.. اللهم اغفر لشيخنا ووالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|