في مؤتمر صحفي للأمير سعود الفيصل ونظيره الإيطالي
المملكة وإيطاليا تؤكدان ضرورة منح صلاحيات كاملة للأمم المتحدة بالعراق

* جدة - خالد صالح الفاصلي:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ونظيره الإيطالي قناعة حكومتيهما ضرورة رحيل قوات التحالف من العراق وتسليم السلطة لحكومة عراقية وقال الوزير الايطالي الذي توجد في العراق 2700 من قواته مات منهم قرابة 20 : إن بلاده قد تقبل الاستمرار لفترة أطول حال قيام الحكومة الشرعية المرتقبة بتمديد التواجد العسكري الايطالي.
وأبان الوزير الايطالي ان استمرار تواجد قوات التحالف بعد 30 حزيران مرهون بتفويض مرتقب تمنحه الأمم المتحدة لكنه أكد على عدم وجود حكومة عراقية قبل 30 حزيران لأنها امتداد لفترة الاحتلال وأضاف: بعد 30 حزيران ووجود حكومة عراقية سيكون هناك تقييم للوضع.
وكشف مؤتمر صحافي يوم أمس بين الوزيرين السعودي والايطالي اختلاف في تفسير متطلبات السلام في قضية الشرق الأوسط فبينما أوضح الوزير الايطالي ضرورة ان يتوقف الفلسطينيون عن المقاومة وتوفير أمن من أجل السلام، ينظر الوزير السعودي إلى ان على اسرائيل توفير السلام أولاً من أجل ان تنال الأمن، مؤكداً على أن إصرار اسرائيل على ان ضمان أمنها بشكل متكامل يؤدي إلى السلام هو قلب للمفاهيم.
وأعاد الوزير الايطالي مواقف حكومته من القضية الفلسطينية إلى دائرة التزام الاتحاد الأوروبي بالحق الاسرائيلي وعدم قابليته للنقاش ولكنه شدد على وجوب ان تتجنب اسرائيل أفعالاً وردود أفعال تؤدي إلى ادخال النزاع إلى دوائر مفرغة مؤكداً على ان ايطاليا تؤيد وقفاً دائماً لاطلاق النار.
وألمح الوزير الايطالي إلى اعجاب حكومته بجهود السعودية في تحجيم الإرهابيين وأعمالهم مؤكداً ان مناقشاته مع السعودية تضمنت تشجيعاً وتعاوناً مشتركاً ضد الإرهاب وقنواته.
من ناحيته أبان وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل حرص الدول العربية على ان توجد على أرض العراق حكومة شرعية مستقلة ذات سلطة حتى تستطيع جامعة الدول العربية مناقشة وتنفيذ مبادرات ومشاريع في جميع النواحي التي تتطلبها مرحلة ما بعد انتقال السلطة وكذلك رحيل قوات الاحتلال.
وكان سعود الفيصل استبق الوزير الايطالي بوصف ممارسات اسرائيل ضد سكان رفح بالمرفوضة والمتعارضة مع القيم الدولية وكذلك ناعتاً النهج الاسرائيلي بانعدام انسانيته متوافقاً مع ضيفه على ان خارطة الطريق الحل الوحيد فيما قال الوزير الايطالي بقناعة حكومته بعقلانية وجدوى مبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
من ناحية اقتصادية أوضح الوزير الايطالي ومضيفه الفيصل عن تفاؤل متقدم بتوقيع اتفاق منطقة حرة للتجارة بين اتحاد دول اوروبا ومجلس التعاون الخليجي قبل نهاية هذه السنة الميلادية فيما أشار سعود الفيصل إلى ان زيارة الوزير الايطالي تأتي امتداداً لاجتماع أوروبي خليجي انعقد في بروكسل قبل اسبوعين.
وأكد الفيصل على ان المملكة ترى ان القمة العربية التي انعقدت في تونس الاسبوع الماضي تشكل منعطفاً تاريخيا باقرارها وثيقة العهد والوفاق والتضامن المؤكدة على جدية التزام بالمصداقية في تنفيذ قرارات الجامعة العربية.
واختتم الوزيران مؤتمرهما الصحافي بجدة يوم أمس باتفاق على ضرورة تشمل مداولات مجلس الأمن الحالية المخصصة لمناقشة استصدار قرار بشأن العراق على اعطاء صلاحيات كاملة للأمم المتحدة في العراق لتحقيق الأمن والاستقرار ونقل السلطة الكاملة للحكومة الشرعية لتمكين العراقيين من بناء مؤسساتهم المدنية والدستورية.