* بريدة - عبدالرحمن الحنايا - تصوير - سيد خالد:
أبدى الأستاذ أحمد بن محمد بن إبراهيم الدخيل صاحب الفيلا الواقعة بحي النسيم بمدينة بريدة التي استأجرتها الفئة الضالة ليمارسوا من خلالها أعمالهم الإجرامية الآثمة استنكاره لما ذكر في إحدى الصحف بأن المنزل الذي قامت قوات الأمن بمنطقة القصيم باقتحامه ظهر يوم الاثنين الماضي بأنه عائد للمطلوب رقم 18 من قائمة الـ 26، مشيراً بأن المطلوب المذكور لم يكن أصلاً من أهالي المنطقة فضلاً عن مدينة بريدة موضحاً في حديثه تداعيات إيجار ملكه الذي كان مستأجراً باسم عبدالله الشبيلي.
كما أوضح كثيراً من الأمور التي تخص هذه الحادثة وذلك في حديث له مع (الجزيرة).. حيث قال في حديثه من داخل منزله الذي تم اقتحامه مؤخراً في حي النسيم ببريدة: بدايةً أحمد الله عزّ وجلّ على سلامة رجال الأمن في هذه العملية وهذا فوق كل شيء إلا أنه مما ساءني وأحزنني كثيراً ما ذكر أن منزلي تعود ملكيته لبندر الدخيْل المطلوب رقم 18 في قائمة الـ 26، فأنا لا أعلم حقيقةً من أي مصدر أتى بهذه المعلومة، فنحن أسرة الدخيّل في منطقة القصيم ومدينة بريدة بشكل خاص ليس لنا أي ارتباط بقريب أو بعيد بأسرة الدخيْل التي ينتمي إليها الشخص المطلوب، فنحن نتركز بمنطقة القصيم وليس لنا أي امتداد خارج المنطقة، أما الشخص المطلوب فكما علمت ويعلم الجميع أنه من مواليد محافظة الدرعية التابعة لمنطقة الرياض وهناك تباعد كبير فيما بين الأسرتين وحقيقةً- والحديث للدخيِّل- كنت أتصور أن إيراد معلومة بهذا الحجم من الأهمية يحتاج لتثبت كبير من ناحية أمنية إذا كان من أوردها ولا يدرك أبعادها وتأثيرها ومدى ما تسببه من أمور وآثار نفسية واجتماعية.
أطالب بالإنصاف
وطالب المعنيين بالأمر بإنصافه مما ذكر ونسب له ولاسيما أنني- والحديث ما زال للدخيِّل- عندما استكملت قراءة نفس الخبر كان يشير ويربط إلى حادثة إلقاء القبض على ثلاثة مطلوبين بمحافظة عنيزة والتي نشرت في صحفنا المحلية، أما صاحب الخبر فذكر وبحسب ما يمليه عليه هواه أن الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم فقد كانت العملية في مدينة بريدة!!
وهنا أدركت أن المسألة ليست اجتهاداً غير موفق بل تعمد وإصرار على الإساءة للآخرين فأتمنى، والحديث له، ألا تستغل هذه الأحداث بالإساءة الصحفية للآخرين كون الجميع في مهمة واحدة واستنفار كبير إزاء ترابط أمن هذا الوطن والحفاظ عليه.
الإيجار عن طريق المكتب
وعند سؤاله عن كيفية استئجار هؤلاء لمنزله ذكر أنه انتهى مؤخراً من عملية ترميم المنزل على أتم وجه بعد أن كان معزولاً كل دور عن الآخر فاتصل بي مدير مكتب إبراهيم الرقيبة العقاري وذكر لي بأن هناك شخصاً يريد استئجار منزلي فوافقته على ذلك وبعد يوم أو يومين اتصل بي شخص وذكر بأنه هو من يريد استئجار المنزل وكان يردد أن لديه عائلة فتقابلت معه عند الفيلا العائدة لي وأطلعته على المنزل وكان يرافقه شاب يقرب عمره من 25 سنة، أما هذا الشخص فيتجاوز الأربعين، فتجول داخل المنزل بشكل سريع وخاطف وأبدى موافقته وانصرف، بعدها ممكن بيوم اتصل بي مدير المكتب العقاري وذكر لي بأن الشخص يريد أن يستأجر المنزل فحضر إليّ في المدرسة التي أعمل بها واستلم مفاتيح المنزل وكان ذلك بتاريخ 28-3-1425هـ وتم كتابة العقد في المكتب والتوقيع عليه مني ومن ذلك الشخص وكانت مدة الإيجار سنة واحدة بقيمة 33 ألف، دفع لي قيمة6 أشهر، 16 ألفاً و500 ريال وكان الدفع «كاش».
من هو المستأجر؟
ذكر صاحب المِلك أن المستأجر وكما هو في بطاقة الأحوال التي قدّمها عبدالله بن ناصر بن محمد الشبيلي مصدرها عنيزة.
كما ذكر أنه انتابه شيء من الشك تجاه الرجل فهو كما ذكر لم يشاهد المنزل بالشكل الذي يوحي أنه مستأجر للسكن حيث أبدى موافقته بشكل سريع ثم عندما أطلب منه بعض الأمور كباقي الإصلاحات يجاوبني بالموافقة وبسرعة متناهية حيث كان حريصاً على السكن بشكل كبير.كما ذكر أحمد الدخيّل بأنه قام بعرض بعض الأثاث العائد له والموكيت على المستأجر إذا كان يرغب في شرائه إلا أنه رفض متعللاً أن لديه أثاثاً وموكيت جديداً.
كما ذكر بأنه عرض على المستأجر إذا كان يرغب في استخدام أسطوانة الغاز الكبيرة الموجودة في الفناء إلا أنه وكما يظهر بعد عملية الاقتحام أنهم لم يستخدموها بل أحضروا أسطوانة صغيرة داخل المطبخ.
يحضر من مكان بعيد
ويشير إلى أن الشخص المستأجر يبدو أنه قبل الاستئجار كان يحضر من مكان خارج مدينة بريدة، فهو إذا اتصل وطلب أن يقابلني يذكر أنه لا يستطيع الحضور بنفس اليوم بل في الغد أو من بعده.
شقيقه في المنزل
حضر معنا في الفيلا المشار إليها شقيق صاحب الفيلا الأستاذ عبدالعزيز الدخيِّل الذي أبدى شكره لرجال الأمن على مواصلة تتبع هذه الفئة الضالة وتضييق الخناق عليهم مبدياً أسفه على أن يعمد هؤلاء في التخفي وسط الأحياء الآهلة بالسكان مما قد يترتب على ذلك من تبعات لا تحمد عقباها، كما أنه تذمر كثيراً مما ذكر في إحدى الصحف من أن منزل شقيقه يعود للمطلوب رقم (18) من ضمن الـ(26) واصفاً ذلك بأنه بعيد كل البعد عن المصداقية والحقيقة.
وذكر بأنه بعد اقتحام المنزل حضر هو وشقيقه أحمد والتقيا برجال الأمن الذين كانوا متفهمين بشكل كبير ومدركين لحقيقة الأمر مبدياً سعادته بسلامة رجال الأمن، وخاصاً بالشكر مدير شرطة القصيم اللواء خالد الطيب والذي كان له دور كبير في انتهاء إشكالية المنزل.
(الجزيرة) ترصد ما في المنزل
قامت (الجزيرة) وبحضور صاحب الفيلا وشقيقه عبدالعزيز بالتجول داخل الفيلا والتي يوجد فيها ما تبقى من أغراض هؤلاء الفئة الضالة والتي هي عبارة عن مجموعة من الشنط المملوءة بالملابس النسائية وكذلك ملابس تحاكي الزي الرسمي الباكستاني والأفغاني بالإضافة إلى الملابس الأفرنجية وهي عبارة عن الجنز والقميص ويظهر أنها استخدمت عدة مرات، وفي إحدى الغرف توجد لوحة من البلاستيك المجمد وبجانبها ورقة فيها أرقام لوحات سيارات بحيث يتم تصنيع لوحات سيارات تحاكي الحقيقية بشكل كبير، كما وجد عدة مشدات التي تدخل في الذراع لتساعد على تثبيت السلاح الرشاش مما يساعد على استخدامه بشكل متقن وفي أوقات عصيبة كما أنه وفي إحدى الغرف يوجد ماكينة خياطة من الحجم الكبير وبجانبها طاقة من الشراع المقوي وفي إحدى الغرف كذلك تتناثر مجموعة من معاجم اللغة الإنجليزية وخليط من الكتب العربية بالإضافة إلى صيدلية متكاملة متنقلة من المحاليل والمشارط والأدوية.
مدير المكتب العقاري
ذكر مدير مكتب إبراهيم الرقيبة العقاري الذي تم استئجار المنزل عن طريقه بأنه حضر إليه الشخص المشار إليه وطلب منه منزلاً فسيحاً للإيجار حيث إن لديه عائلة كبيرة فذكر أن لديه منزل أحمد الدخيِّل وشاهده على الواقع وتم عمل عقد الإيجار داخل المكتب.
معه مجموعة شباب
أوضح صاحب المكتب أن الشخص المستأجر الذي يزيد عمره على الأربعين عاماً ومن ضمن حضوره للمكتب كان معه شابان في السيارة وآخر نزل معه للمكتب وقد أخبرني الشاب- والحديث لمدير المكتب- بأن الشخص المستأجر نسيب له وأنه من الحدود الشمالية الشرقية للمملكة، وأن لديهم عائلة كبيرة يريدون أن يسكنوا في مدينة بريدة، وكان الشخص المستأجر قليل الحديث بشكل ملحوظ.وأوضح مدير المكتب بأنه قد استوفى جميع المعلومات الإحصائية عن الشخص من خلال بطاقة الأحوال التي معه علماً أن استئجاره كان بشكل نظامي من قبل المكتب.
ما علاقة المنزل بخضيراء؟!
تشير كثير من الدلائل أن من قام باستئجار المنزل على علاقة قوية ومباشرة وشراكة مع من قتلوا في حادثة خضيراء والمصاب فيها، حيث إن منزل حي النسيم وجدت دلائل قوية تشير إليه وإلى موقعه من خلال عقد الإيجار بالإضافة إلى وجود السيارة التي أطلقت النار على رجال الأمن بداخله وهي السيارة ال(باث فندر) وعلى ما يبدو أنهم كانوا يهمون بالخروج من الاستراحة التي كانت في خضيراء والاستقرار بمنزل حي النسيم كون المجموعة وكما تشير بعض المعلومات جميعهم من خارج مدينة بريدة بل منطقة القصيم باستثناء أحدهم، إلا أن توصل قوات الأمن إليهم في موقعهم بخضيراء حال دون انتقالهم إلى منزل حي النسيم الذي كان عقد الإيجار فيه يبتديء من 1-4-1425ه وهو يوم وقوع حادثة خضيراء، ومن مشاهدة المنزل والوقوف على أغراضهم يتبين ذلك جلياً، حيث إنهم يرمون ما يخصهم بشكل عشوائي ومفرق بين الغرف إلى أن يقوموا بترتيبه ولاسيما وأن حي النسيم قريب جداً من خضيراء موقع الحادثة.
من هم خلية خضيراء؟!
ذكرت بعض المعلومات أن الأشخاص المنتمين للفئة الضالة والتي شهدت خضيراء مقتل أربعة منهم وإصابة الخامس، ثلاثة منهم من محافظة تابعة لإحدى المناطق المجاورة لمنطقة القصيم وواحد من إحدى المحافظات الجنوبية الغربية للقصيم والآخر لم يتضح بعد وتربطهم علاقة سابقة وقوية بأحد المطلوبين الـ 26 الذي استوطن منطقة القصيم.
ما علاقة النسيم بمطلوبي عنيزة؟
أشارت بعض المعلومات أيضاً إلى أن التوصل لمنزل حي النسيم ببريدة جاء مباشرة بعد إلقاء القبض على ثلاثة من المطلوبين بمحافظة عنيزة والتي كانت عملية ناجحة بكل المقاييس حيث سبقت حادثة النسيم بيوم واحد.
|