أبدى عموم المتعاملين في سوق الأسهم المحلية استياءهم الكامل من وضع السوق خلال الأسبوع الحالي والأسبوع الماضي والذي جرى فيه انهيار كبير في سلسلته السعرية والذي فقدت فيه الكثير من الشركات المساهمة قيمتها السوقية بين 15 إلى 50% في عشرة أيام فقط فما تم بناؤه خلال ستة شهور تبخر في أسبوعين وتساءل المتعاملون عن دور المؤسسات المالية في فترتي الصعود الحاد والانهيار المريع لآلية السوق كما عليه الحال والتي أحدثت حالات إفلاس وصدمة وذهول حقيقية مما يحدث في السوق الآن حيث إن الحالة النفسية لدى جميع المتداولين في مراحلها الدنيا مع عدم وجود بارقة تفاؤل في تعديل آلية السوق خلال الأيام القليلة القادمة نظراً للتساقط السريع لأسعار الشركات بلا استثناء والتي لم تقتصر على شركات المضاربة الصغيرة كما يدعي البعض وإنما طالت الشركات ذات الواجهة الاقتصادية للوطن فمن المعروف أن سوق الأسهم في أي دولة يمثل مرآة لاقتصادها الوطني وما يجري في سوق الأسهم المحلية حالياً لايمثل حقيقة مرآة الاقتصاد الوطني والذي يعيش في أزهى عصوره ولله الحمد وأكاد أجزم أن ما يحدث لا يرضي المسؤولين على مستوى قطاعاتهم وخصوصاً المسؤولين الماليين الذين يهمهم أمر السوق المالية والمتمثلة بسوق الأسهم المحلية والتي سقطت إلى مستويات صعبة تجاوزت بذلك ما يُسمى مصطلحات اقتصادية (جني أرباح أو عملية تصحيحية) متوقعة ومن هنا تبقى روح المبادرة في تطمين المتداولين والمواطنين مهمة جداً من مسؤول مالي يتطلع له العموم لتهدئة التدافع بالبيع بخسائر فادحة فهبوط السعر بهذه الشدة والذي لم يصعد في مستواه السعري والزمني يشكل سابقة خطيرة في عمق التأثير النفسي ليست على المتداول أو حملة الأسهم وإنما تطال كامل أسرته التي يعولها بعد كل فترة تداول سيئة كما هو الحال، ونعرف ويعرف الجميع من مسؤولين للمؤسسات المالية ومن متداولين أن ما يحدث من تساقط رهيب لآلية السوق لا يحدث إلا في كوارث أو أزمات سياسية أو اقتصادية أو أمنية لا سمح الله ونحن ولله الحمد كما نعلم أننا في وضع طيب لا يحتاج إلى تأويل آخر ولذلك نرى أن الصمت للمسؤولين الماليين الذين نثق فيهم كل الثقة في حالات التداعي السريع لآلية السوق والذي فقد أكثر من 1000 نقطة في عشرة أيام وهو ما يشكل قرابة نزول 16% من أعلى مستوى له ليس موفقاً بل إن المسؤولين الماليين كما نعرف خلال تصاعد عجلة السوق كانت تخرج منهم تصريحات تطمينية مباشرة وغير مباشرة في حث المواطنين على التعرف على سوق الأسهم الوطني مما ساهم في تأسيس أكثر من 400 ألف محفظة استثمارية في البنوك خلال فترة عام تقريباً وهي التي ساهمت بشكل في إيجابية آلية السوق خلال الفترة الماضية ومن هنا تأتي أهمية إعادة الثقة المنزوعة من سوق الأسهم لهؤلاء بدلاً من فقدانها واتخاذهم قرارات خاطئة في حق أنفسهم وأسرهم التي تتكالب عليهم الخسائر بشكل حاد يومياً مع استمرار النزيف القوي لأسعار السوق بلا مبرر اقتصادي أو أمني أو سياسي والتي مست فعلياً أغلب شرائح المجتمع ونريد باختصار أن نتجاوز مرحلة الفرجة إلى مرحلة عدم الرضاء عن الصعود الحاد غير المبرر والانهيار الحاد غير المبرر في سوق الأسهم المحلية بصوت مسموع .
|