إذا تأملنا الإعلانات التجارية التي تصادفنا كل يوم على صفحات الصحف وعلى شاشات الفضائيات السعودية، فإننا نلاحظ حدوث طفرة نوعية إعلانية ليس في طرق إخراجها وتصميمها لعامة الناس، ولكن في سبل ترغيب المواطن لشراء منتجات المعلن.. وليس في هذا غرابة، ولكن الغرابة في أن ينسى المعلن الهدف الأساسي من إعلاناته المبهرة، فيمضي وراء هدف ثانوي يسعى فيه إلى ترفيه جمهور المشاهدين والقراء، ناسياً أن الهدف الأولى هو تحفيز المواطن على شراء منتجاته عن منافسيه في السوق. نسائل هل الهدف الرئيسي من الإعلانات التجارية المكثفة هو زيادة مبيعات منتجات الشركات السعودية أم هو ترفيه العملاء؟.. هناك فارق كبير، ولكن يبقى دائماً أن الهدف من الإعلانات هو زيادة المبيعات وارتفاع أرقامها سنة بعد سنة وأن إطلاق الحملات الإعلانية ليس هو إلا مجرد أدوات ووسائل تستخدمها الشركات لتحقيق تلك الأهداف والغايات والأرقام، لذا فقد يخطيء بعض مديري الشركات عندما يركزون على نشر إعلانات ذات أهداف ترفيهية لا أهداف تسويقية. فكل المنتجات والسلع المعروضة في الأسواق هي بلا استثناء تداعب خيال العميل، ويرغب معظم الناس في اقتنائها، ولا حاجة لهم إلى مزيد من إضافات عوامل الإبهار إلى خيالهم المتشبع أصلاً، كل ما على المعلن هو أن يبكر ويكتشف الطرق الكفيلة التي تدفع المواطن إلى اتخاذ الخطوات الفعلية الإيجابية لشراء المنتج واقتنائه، وعلى القائمين بمهنة الإعلانات التجارية داخل كل الشركات السعودية الناهضة أن تخبر المستهلكين بما تريدهم أن يفعلوا وكيف يمكنهم أن يفعلوا ذلك. وأن تحرص على رسالتها الإعلانية في أن توصيلها للعملاء متضمنة عدة أمور، منها مثلاً إظهار كفاءة المنتج نفسه في أدائه وظيفته وعدم استخدام تعبيرات عالم الخيال والأحلام والإكثار منها. وأن تذكرهم بشيء عن سعر المنتج ومراكز وأماكن توزيعه الجغرافية في المملكة. حتى يتسنى للمواطن شراء المنتج من أقرب نقطة توزيع له، أو حتى الاتصال بها عند الحاجة إلى صيانتها والاعتناء بها كما هو الحال للمنتجات الصناعية.
وأن تشجع المواطن على إبداء ملاحظاته ومقترحاته بمنتجاتها وتفعيله سبل التعامل بين الطرفين عن كثب بالاستعلام والاستفسار عن كل ما يصعب فهمه، مما يزيد في توطيد العلاقة بين الشركة والمواطن. وأخيراً أن تذكر عملاءها دائماً بالأسباب الحقيقية لشراء منتجاتها عن مثيلاتها المنافسة المحلية أو المستوردة، وما تتميز بها منتجاتها عن الآخرين، وإذا ما وصلت إلى هذه الخطوة فسوف تلمس ارتفاعاً متواصلاً في أرقام مبيعاتها وتحقق النتائج المستهدفة من بداية خطة حملاتها الترويجية.
|