اختتمت القمة العربية في تونس, وصدرت قراراتها التي تضمنت البيان الختامي للقمة ووثيقة العهد, وبيان تونس, وكالعادة تعاملت وسائل الإعلام العربية كالقمم السابقة، رغم أن قمة تونس رافقتها أحداث كثيرة ليس فقط في رفع أعمالها واستئنافها بعد أكثر من شهر، بل الأهمية الكبيرة التي غابت عن الإعلاميين والمحللين ما أنجز في الفترة التي علقت فيها القمة وعقدها مرة أخرى, فقد بذلت جهود مضنية وخاصة من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزراء الخارجية العرب وبالذات وزراء خارجية المملكة وتونس ومصر حيث تمكن هؤلاء الوزراء الثلاثة من إعادة (زخم القمة) من جديد وترتيب الأوراق التي عرضت على القمة حيث جمعت المبادرات في صيغة واحدة تضمنها بيان تونس ورتبت بنود البيان الختامي للقمة الذي جاء شاملاً لكل ما يهم الدول العربية ويتضمن القضايا والمواضيع التي كانت اللجان الوزارية العربية تدرسها طوال العام الماضي.
أما أهم إنجاز لقمة تونس وهي وثيقة العهد, فقد حافظت على نقاوتها وظلت على الصيغة التي قدمتها المملكة العربية السعودية.
هذه الركائز الثلاث التي كانت (القاسم المشترك) لإنجاح قمة تونس في جزئها الثاني والتي تعد في كل المقاييس من أنجح القمم العربية، رغم كل ما يثار في بعض الفضائيات العربية التي تعتمد على إثارة العواطف وتأجيج الحماس دون أي فائدة ودون واقعية سياسية وبرغماتية. فالمتحدثون في الفضائيات العربية يركزون على عدم إعطاء الوضع في فلسطين والعراق الاهتمام المطلوب.. في حين الذي يقرأ ما تضمنته (وثيقة العهد) وبيان تونس يجد فيهما مواقف عربية واضحة تجاه هذين الموضوعين وهي مواقف لا يمكن اتخاذ أفضل منها وفق المثل العربي: (ليس بالإمكان أبدع مما كان).ولكن ولأن الوضع العربي العام والحالة الحرجة التي وصلت إليها الأوضاع التي تتطلب معالجة جذرية, فإنه يمكن القول إن موافقة الدول العربية على توقيع وزراء الخارجية العرب على (وثيقة العهد) وتأشير القادة العرب عليها بانتظار إقرارها من المؤسسات الدستورية في بلدانهم لاعتمادها نهائياً في قمة الجزائر القادمة, يعدان أفضل وأهم ما اتخذ في قمة تونس.
لماذا اعتماد وثيقة العهد أهم إنجازات قمة تونس ..؟
ثم لماذا يعد ما تحقق في القمة من أهم الإنجازات العربية...؟!هذا ما سنحاول مناقشته في الأسبوع القادم من خلال هذه الزاوية.
|