ها نحن ندخل صيفاً حاراً جديداً ألفناه، وتعودنا مناخه، وتجاوزنا ظروفه سنة بعد أخرى، بمعنى أننا سبق أن تعرفنا عليه، وعرَّفنا هو بنفسه جيداً، لدرجة أن جملة من الحجج والأعذار التي قد نبديها لتبرير عدم الالتزام بواجباتنا ومواعيدنا قد استهلكت، وسقطت منذ سنين، وسط زحام المرور، وحرارة الجو وتوتر المزاج، والأعصاب، فتجارب سنين مضت كفيلة بتلقيننا دروساً هامة، تؤهلنا لإدراك أهمية المبادرة بصيانة مكيف الهواء في السيارة، وصيانة وتفقد كل جزء فيها يتأثر ويعطب من شدة الحرارة، وكذلك صيانة أجهزتنا المنزلية القابلة لمؤثرات الصيف وتبعاته، حتى لا نلجأ لأعذار كان يقع فيها غيرنا ونظن أنها اكذوبة صيف حارق، ولئلا نذل أنفسنا أمام من يرون أننا دائماً نختلق الأعذار في وقت هم فيه يحدثوننا صباحا عما حدث بالأمس لسياراتهم، أو أجهزتهم، ثم يتناول أحدهم الهاتف في مكتبه ليدعو شركة الصيانة لإصلاح العطب في منزله، أو لشحن السيارة لإصلاحها، أما نحن فلا نكون صادقين أمامهم لأننا في أعينهم مسوقين للأعذار، متقاعسين عن العمل، وأنهم فقط هم المخلصون، حتى وإن لم يحضروا لدوائرهم الا عند الحادية عشرة صباحاً، فنظموا أوقاتكم وشؤونكم نكاية بهم.
|