من الاعتقادات الشائعة بين الناس وخاصة في أوروبا، أن البيض (مضر للكبد) فيكاد كل واحد يقول: لدي تحسس! فإذا أكلت بيضة واحدة أصابني تهيج في الكبد، إلى غير ذلك من (جرائم) يرتكبها البيض مع أنه منها براء حسب آخر التحاليل العلمية.
فإن الدكتور (مارسيل كاشان) رئيس دوائر المراقبة الغذائية في مسشتفى (كوشان) بباريس نشر مطالعة عن منافع البيض ومضراته بعد تحاليل مخبرية أجراها مع فرقة من الأطباء، ودحض في هذه المطالعة كل الأوهام الشائعة حول ما سماه من جانب الفكاهة: (البيضة، تلك المسكينة!).
خلاصة هذه الدراسة ان البيض لا يلحق بالكبد أي ضرر بل إنما البيض غذاء ممتاز للجميع ولكن المسألة الأساسية هي أن نعرف لماذا تنسب العقلية الشعبية للبيض كل هذه الأضرار التي ليست من الحقيقة في شيء؟ فمما لاشك فيه ان الإفراط من أكل البيض قد تتبعه حالات مرضية أظهرها التقيؤ والصداع والاسهال او الامساك وخروج بثور في الجلد.
التحسس بزلال البيض غير المطبوخ
يعتقد الطبيب الفرنسي ان هذه الأعراض لا تمت إلى الكبد بصلة فبعد تحليل الكبد لدى الكثيرين من الذين يتهمون البيض، وجد ان كبدهم سليمة لاتشكو أية علة! وإنما مرضهم الحقيقي هو بعض التحسس بزلال البيض غير المطبوخ.
وإن كان للبيض ضرر في بعض الحالات فإنما ضرره ناتج عن الملح الذي يثبت الماء في البدن فعلى سبيل المثال يذكر ان كل بيضة من وزن 50 غراماً تحتوي على خمسين ميليغراماً من أملاح الصوديوم. وإذا كان متناول البيض مصاباً بتصلب الشرايين مثلاً فإن أكله للبيض يصبح كالكارثة. غير أن الكبد لاتتأثر مطلقاً من البيض. ومن أعجب ما لاحظه هذا الطبيب الفرنسي إن طائفة الأطباء كانت تحرم البيض على المرضى المصابين بزيادة الكوليسترول، لأن البيضة العادية تشتمل على ربع غرام من هذه المادة والحال أنه أثبت بالتحليل المخبري ان البدن كلما منعت عنه هذه المادة المسماة أيضاً المرارة الصلبة فإنه يركبها من تلقاء ذاته ويزداد نشاطاً في تركيبها!
لذلك قال الطبيب في مطالعته إنه ينبغي قلب المفاهيم الطبية في هذا الموضوع رأساً على عقب.. فعندما يحرم الطبيب المعالج أكل البيض على المصاب بالكوليسترول، فكأنه يشجع بدن المريض على زيادة انتاج هذه المادة!
وتلاحظ على هامش تحليل البحث ان سكان أوروبا الشمالية يأكلون كل صباح بيضة أو بيضتين لتنظيم جهاز الهضم! فإن البيضة، كما يتبين من التصوير الشعاعي، تنشط تقلصات الحويصلة الصفراوية وبالتالي تساعدها على افراغ المرارة في الأمعاء علماً أن هذه المادة السائلة لابد منها لهضم الأطعمة.
والخلاصة من هذه الدراسة ان البيض (مظلوم) بلا سبب، وان الكثيرين يمتنعون عن البيض من جراء أوهام لا أساس لها من الصحة فإن غير واحد يعتقد أن اللحم أكثر غذاء من البيض، وهو خطأ. ويعتقد الطبيب الفرنسي أن لذلك سبباً اجتماعياً، وهو ان اللحم أغلى من البيض وأن الكثيرين ينتبذون البيض لأنه (ليس على قدر مستواهم الاجتماعي ومنزلتهم).
|