هذا فصل من كتاب (الطرق الشرعية لحل المشاكل الزوجية) للشيخ سليمان بن محمد الحميضي رأينا ان ننشره ليطلع عليه كل أب لأنثى، وضع نصب عينيه صداقاً باهظاً قيمة لها، معتقداً ان قيمتها في ارتفاع مهرها، جانحاً بذلك عن طريق السنة وجادة الصواب، التي دعا إليها رسول البشرية صلى الله عليه وسلم، وما أحوجنا في هذا العصر عصر المغريات، عصر تصاعد الفساد، إلى تيسير الزواج بأي نهج وبأي سبيل، لدرء الرذيلة ودفنها، ولنحصن الشباب والفتيات من الانزلاق - لا سمح الله - اللهم اهدنا من أمرنا رشدا، وخذ بيدنا إلى صراطك المستقيم.
إلى كل مسلم إلى كل منصف إلى كل من استرعاه الله رعية من بنات وأخوات وقرائب، أسوق هذا الرجاء - فأوصيك أيها المسلم الكريم ونفسي بتقوى الله {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} نص القرآن وأوصيك بالاحسان إلى مولياتك من بنات وأخوات وقرائب فهن أمانة في عنقك وقد استرعاك الله عليهن ومن الاحسان اليهن تزويج البالغة من الخاطب الكفؤ والمبادرة بذلك حينما يتقدم لخطبتها واتخاذ جانب اليسر والتسامح من باب التعاون على البر والتقوى والحذر كل الحذر من وضع العوائق دون تحقيق الزواج أو رفع المهور بحيث يتعذر على الخاطب احضار المطلوب فيتعطل هو ويلتمس غيرها وقد يجد من يقنع باليسير مع الكفاف والعفاف بينما مخطوبته الأولى في سجن الوحدة والانفراد والحرمان الذي قد يقضي بها يوماً إلى الترمل والعجز، فاتق الله يا أخي المسلم وأحسن إلى مولياتك كما أحسن كثيرون جداً إلى مولياتهم بالمبادرة إلى تزويجهن وتسهيل أمور الزواج وإعانتهن من أموالهم لاظهارهن بالمظهر المناسب ومنهم من يدفعون تكاليف الزواج والمهور من جيوبهم لوجه الله حينما تكون أحوال الزوج المادية تقتضي ذلك ومنهم من إذا شعر بحاجة ابنته أو موليته للزواج التمس لها من أقاربه أو من غير أقاربه ممن يتفرس فيه الكفاءة والصلاحية ويدفع المهر من ماله وقد يؤمن لهما مع ذلك النفقة والمسكن كل ذلك لراحة ابنته وانقاذها من زوبعة الوحدة والوساوس والأفكار السوداء والخواطر المتجهمة وليفوز بثواب احسانه عند الله حيث أحسن إليها بإخراجها إلى دنيا الحياة الزوجية فأصبحت زوجة وأماً ومدبرة في بيتها وراعية بعد أن كانت معطلة مطمورة مقهورة معذبة وأحسن إلى نفسه بحسن الاختيار لها وسلم من ظلمها وحرمانها ومآسيها ورعى الأمانة وأصاب السنة والفطرة فأحسن الله إلى كل من أحسن إلى موليته كهذا المحسن ولم يوصد الباب دون الخُطّاب ولم يعرقل زواجها لاغراضه، ومن يفعل ذلك فقد خان أمانته وظلم نفسه وعرضها لأعظم مسؤولية أمام الله حينما يسأله تعالى لِمَ حرم موليته من الزواج الشرعي ومن الذرية ومن معنويتها ومقامها في المجتمع ولِمَ أيمها وأرملها وحسرها وقسرها وأذلها وأضاع نصيبها وحقوقها في الحياة وعرضها للأخطار والأضرار والأمراض والأفكار ولِمَ خالف فيهن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (استوصوا بالنساء خيراً فانهن عوان عندكم): أي أسيرات اخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله الحديث وقال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) فهي وصية نبوية شاملة لازمة الامتثال لما تضمنته من معاني السمو والعطف والرحمة وفيض الاحسان من نبي الرحمة ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم.
|