في مثل هذا اليوم 26 مايو من عام 1998، أعرب إمبراطور اليابان أكيهيتو عن (عميق حزنه وألمه) من جراء المعاناة التي تسببت فيها بلاده للكثيرين في الحرب العالمية الثانية ولكنه لم يقدم اعتذاراً عن معاملة السجناء في معسكرات العمل.
وفي مأدبة أقامها قصر بكينجهام وحضرتها الملكة ودوق إدنبرج والملكة الأم و11 من كبار الملكيين، قال الإمبراطور إنه (لن ينسى أبداً) صنوف العذاب التي تعرض لها الكثيرون.
وقال المحاربون القدامى إن ما قاله الإمبراطور أكيهيتو ليس كافياً وطالبوا بتقديم (اعتذار حقيقي ذي مغزى).
وكانوا غاضبين من اليابان لرفضها تقديم تعويض مناسب واعتذار كامل لمعاناتهم خلال الحرب. تجاهل الإمبراطور، وفي إشارة للازدراء، أدار سجناء الحرب السابقون ظهورهم للإمبراطور أكيهيتو أثناء مروره مع الملكة في العربة الملكية وظلوا يرددون نشيد الحرب الكولونيل بوجي.
وفي وقت لاحق، وبالقرب من دير ويستمنيستر، وأثناء وضع الإمبراطور إكليلاً من الزهور على قبر الجندي المجهول والنُصُب التذكاري لقتلى الحرب العالمية الأولى، تجمع قرابة 500 من المعارضين وظلوا يكررون معارضتهم ويديرون ظهورهم للإمبراطور وهم يرددون نشيد الكولونيل بوجي مرة أخرى.
هذا ويُعد الإمبراطور أكيهيتو بموجب دستور ما بعد الحرب الياباني رمزاً غير سياسي، ولذلك فليس بإمكانه تقديم اعتذار رسمي للمعاناة التي تسبب فيها الجيش الياباني الإمبراطوري.
بيد أنه في خطاب المأدبة يوم الثلاثاء، والذي قرأه باليابانية، كان الإمبراطور قريباً جداً من تقديم الاعتذار حيث قال: (إنه حقاً ليحزنني أن العلاقات التي توطدت بين بلدينا تم تشويهها بسبب الحرب العالمية الثانية).
وأضاف: (لا يمكنني أنا والإمبراطورة نسيان أنواع العذاب التي كابدها الكثيرون في هذه الحرب. إن الندبات التي تحملها أجسادهم تملأ قلوبنا بعميق الحزن والأسى. ولن تغيب هذه المشاهد عن أذهاننا أبدا. إننا نأمل بإخلاص ألا تعود هذه التجرية المريرة بين بلدينا مرة أخرى).
|