كل يوم كلمة
إنصاف إداري مميز
عبد العزيز الهدلق

انضم الأستاذ عادل البطي للإدارة الهلالية في وقت متأخر من الموسم، وهو أشبه بالوقت بدل الضائع!! ولم يكن هذا الوقت كافياً له لعمل شيء مما يأمله أو يطمح إليه أو مما يأمله منه مَن يعرفه ويعرف قدراته وإمكاناته.
ولم يكن الوقت هو العامل الوحيد الذي عانى منه البطي (من وجهة نظري) وحال دون إظهار قدراته الإدارية والرياضية بالشكل اللائق بها، ولكن الوضع الصعب والمتردي الذي يعيشه النادي حالياً كان سبباً آخر أيضاً وأقوى من سبب الوقت.
والأستاذ عادل البطي يعتبر أنموذجاً لرجل الإدارة الرياضية الذي نتمنى أن نرى أمثاله بكثرة سواء في نادي الهلال أو في الأندية الأخرى أو حتى في منتخباتنا الوطنية. فهو أولاً لاعب سابق كما أنه مؤهل أكاديمياً ويحمل درجة علمية عالية في التخصص الرياضي المدعمة بالخبرة والتجربة، فضلاً عن أنه رجل إدارة ناجح جداً ويشهد له على ذلك موقعه الوظيفي الرسمي البارز، إضافة إلى كل ذلك فهو يتمتع بالثقافة والحصافة والعلاقات الواسعة الجيدة والمميزة والمتنوِّعة أيضاً. كما أنه رجل محبوب ويحظى بقبول من الجميع لطيبته ودماثة خلقه. كما يتصف بالذكاء والوعي المخزون المعرفي الثر، إضافة إلى ميزة مهمة وصعب توافرها في كثير من الإداريين وهي القدرة على التقييم الفني الصحيح والدقيق للاعبين والمدربين ولأداء الفريق الكروي والاكتشاف الصائب لمواطن الخلل فيه بسرعة وإيجاد الحلول لها بشكل مدهش.
وأنا هنا لست بالمعدد لصفات ومواصفات هذا الرجل، فكثير غيري يعرف عنه مثل ما أعرف وأكثر، ولكن حديثي عن البطي اليوم جاء بسبب الظلم الذي تعرضت له هذه الكفاءة وهي تدخل معترك العمل الإداري في مثل هذا الوقت والظرف غير المناسبين، وأكثر ما أخشاه أن تحرقه هذه الأجواء والظروف التي يعيشها نادي الهلال ويحسب عليه الإخفاق الذي يعيشه النادي حالياً.
وقد يقول متابع.. كيف لمن يتصف بما ذكرته أن يغامر بنفسه ويوافق على العمل في مثل هذه الظروف؟! فأجيبه بأن الرجل محب لناديه حتى الثمالة ولا يتوانى في تقديم ما يمكنه تقديمه حتى ولو كان على حساب نفسه، كما لا يمكن له أن يتردد في الاستجابة لمن طلب منه العون في مثل هذه المرحلة الحرجة.
وإذا كانت الإدارة قد قررت تقديم استقالتها منتصف الشهر القادم، فإنني أتمنى على الإدارة القادمة أن يكون الأستاذ عادل البطي في مقدمة أعضائها لأنه مكسب كبير، ولما يمكنه تقديمه من عطاء إداري مميز، ولإنصافه من حالة الاحتراق الجزئي التي تعرض لها مع الإدارة الحالية.