* الرس - أحمد الغفيلي:
أحسن الأهلي استغلال ظروف الهلال وأجهز عليه بخماسية أدخلته في دائرة الفرق التي سبق لها تقبل نتائج كبيرة في المنافسات المحلية وضاعف من معاناة جماهيره والتي أدت لخروجه آسيوياً وبمحصلة مماثلة ألحقته أيضاً بركب نده ومنافسه التقليدي النصر حامل لواء الأسبقية والمبادرة والريادة لكافة ممثلي الكرة السعودية في مشاركاتها خليجياً وعربياً وآسيوياً وأول من خسر في مهمة خارجية بنتيجة قاسية وكبيرة وأمام فريق نيسان الياباني المغمور قبل ثلاثة عشرة عاما تمثل مرحلة بدايات الاهتمام والعناية بكرة القدم في بلاد لكرة الطائرة والتنس والكاراتيه والجودو الأولوية وهو ما دفع كافة المتابعين والمراقبين للدهشة وبخاصة أن الكره السعودية تتزعم القارة ومتوجة باللقب الآسيوي ولها حضور رائع في محافل دولية وعربية وقارية لا يقارن بوضعية الكرة اليابانية ليضع الشارقة الزعيم بجوار الفارس في قائمة لا تسر مشاهدتها وتذكرها.
* وكنتيجة طبيعية للارتجالية والفوضى وغياب القرار الحاسم والخبرة الإدارية المتواضعة في التعامل مع الأحداث والاختيار الخاطئ للجهازين الإداري والفني والقناعات التي أبقت أشباه وأنصاف اللاعبين فاقدي الإمكانية ومحدودي القدرات والتردد في وضع حد لأخطاء فنية وإدارية وتجاوزات أضرت بالهلال في بداية مشواره وأعطت إشارات واضحة وصريحة بخطر قد يداهم الأزرق في مراحل الحسم والعناد والتباعد الشرفي والاختلاف في الرأي وتهميش دور الجماهير وتجاهل مشاعرهم وآرائهم وجلب عناصر محلية لا يحتاجها الفريق في مقابل التواري والانسحاب وفتح الطريق لفرق منافسة للظفر بعناصر أخرى جديدة كان الهلال السباق لمفاوضتها وبأشد الحاجة لقيدها وتركها بدافع وحجة ومبرر تقدير رغبة الأندية الأخرى وعدم الدخول معها في مزايدات وربما الأهم إهدار مبالغ طائلة لتجديد معاناة وألم الجماهير الهلالية بتوقيع عقود احترافية طويلة وبمزايا مادية ضخمة للمواهب الفذة خريجي مدرسة المصيبيح ونتاج عملها وثمرة لوائحها وأنظمتها وشروط الالتحاق بها والتي حددها النجم الغائب الحاضر فيصل أبواثنين بثلاثة معايير لا بد من توفرها وهي الطاعة العمياء والالتزام بالنوم باكراً والحضور والانصراف أياً كانت الظروف بأوقات محددة لا يمكن تجاوزها فيما يبقى الأهم والمتعلق بالموهبة والفكر الكروي والقابلية للتطور والمهارة الفردية جوانب ثانوية لا تستدعي الاهتمام وبالمثل التلاعب بسمعة الهلال ومكانة الزعيم وإهداء شرف الانضمام له لعناصر أجنبية مفلسة فنياً والاتكالية على رأي لجنة استشارية لم تؤد واجبها بما يتوافق مع ما يتقاضاه أعضاؤها من مرتبات أثقلت الخزينة الهلالية دون فائدة.
* لذا فالهلال وبعيداً عن تهور الحكم الأسباني وأخطائه القاتلة وقراراته الغريبة يجني ما زرعه القائمون على شؤونه من إدارة عملت بقناعاتها واعضاء شرف مارسوا القطيعة ولاعبون لم يدركوا ويستوعبوا مرارة أن تتحطم آمال وطموحات جماهير الأزرق بفعل لا مبالاتهم وغرورهم وغطرستهم وتهاونهم ودلالهم فما وقع للزعيم من كبوات هي من صناعة كل من له علاقة مباشرة ومؤثر وصاحب قرار ولعل الجسد الهلالي بعد أن أنهكه التعب وداهمه الداء واستشرت في أعضائه الانهزامية وشوه ولطخ تاريخه يصرخ بقول طرفة بن بالعبد منادياً محبيه بسرعة التدخل والبحث عن الدواء وتشخيص العلة:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند |
|