قرأت في (عزيزتي الجزيرة) ما قاله الأخ عبدالعزيز العسكر -من الدلم- عن الأخ سليمان محمد العُمري وهو من كتاب (الجزيرة) حيث أثنى عليه وعلى كتاباته، ثم نصحه بأن يقرأ كتب العلماء وفتاويهم.
وأحب أن أطمئن أخي العسكر أن أخاه المذكور لم يدّعِ يوماً انه من علماء الشرع أو أصحاب الفقه والعلم بأحكام الدين ولا التفسير ولا الحديث ولا حتى الأدب (حتى ولو أنه من منسوبي الشؤون الإسلامية) وإنما هو قد عرف قدر نفسه فوقف عند حده، وترك الخبز للخباز.. أي أنه لم يعهد عليه كثيراً أنه يقحم نفسه فيما ليس من اختصاصه، فلا يخوض في أحكام الدين مع الخائضين لأنه فيما يبدو لم يتخرج من كلية شرعية، ولم يتلقَ العلم الشرعي على أيدي المشايخ. فهو يتجنب الاستدلال بالقرآن والسنة لعدم ادراكه بمطابقة الدليل لما يستدل له إلا ما كان واضحاً كالشمس، فإنه يعرف ذلك من قبيل الثقافة العامة كسائر الناس حيث الوعي منتشر في هذا الزمان ولله الحمد بين كافة المواطنين بفضل الله ثم علمائنا الساهرين على توعية الناس في الاذاعة والتلفاز والجرايد والمحاضرات والكتب ثم بفضل اذاعتنا (اذاعة القرآن) التي هيأها لنشر دينه وتبليغ شرعه وذلك بتوجيه ودعم من ولي أمر المسلمين وإمامهم خادم الحرمين الشريفين أدام الله عزه.
أما نصيحتك النافعة للمذكور يا أخي عبدالعزيز فلا شك انه سيأخذ بها حيث اشرت عليه ان يقرأ أولاً كتب علمائنا الأفاضل وفتاويهم كالشيخين الجليلين ابن باز وابن عثيمين ( رحمهما الله) وكسماحة المفتي ونظرائه اللحيدان والفوزان لعله يستفيد بما يقولون وما يكتبون، ولا شك أنه بحرصه واجتهاده وتوفيق مولاه ثم بطول التدريب والتمرين على أساليب العلماء والسؤال عما اشكل عليه سينال خيراً كثيراً وينال مراده ومرادك من النصحاء المخلصين.. بارك الله فيك وفي أخيك المذكور وجزاكما خير ما يجزي عباده الصادقين.
وإني اضم صوتي إلى صوتك فأنصح أخانا الفاضل أن يقرأ لعلمائنا ويطلب العلم لديهم ولو من الجرائد والأشرطة والنشرات المطوية ففي ذلك خير عظيم ان شاء الله ليتمكن من تحقيق غايته النبيلة في اصلاح الناس وتوجيههم لخيري الدنيا والآخرة.
هادي بن عبدالله الأحمد |