رجال في خدمة الوطن والمواطن

تبذل حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني - حفظهم الله تعالى - جهوداً جبارة وواضحة في دعم مسيرة بلدنا التنموية في مختلف القطاعات التعليمية والاجتماعية والصحية وغيرها، وكما تقوم الدولة بهذه الجهود المشكورة في دعم مسيرة التنمية، فإن كثيراً من رجال الأعمال في هذه الدولة استشعروا أهمية المشاركة في دعم هذه المسيرة المباركة من خلال المساهمة في العديد من المشاركات المتنوعة، فكثيراً ما نسمع ونرى مبادرات رائعة من أصحاب السمو الملكي الأمراء في دعم المشاريع الخيرية والعلمية مثل إنشاء المجمعات التعليمية والمراكز الثقافية، ومساعدة المحتاجين والوقوف مع الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وغير ذلك مما لا يستطيع الإنسان تعداده.
إن الانتماء للوطن ليس مجرد كلام، لكنه مشاركة والتزام من الفرد تجاه هذا البلد الغالي بما يحقق مصلحة الوطن ويدفع مسيرة التطور والتقدم فيه، وهنا يبرز بشكل لافت للنظر الدعم الذي تلقاه المؤسسات التعليمية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية من رجالات الأعمال الأوفياء في هذا البلد المعطاء، حيث ينطلق أولئك من مبدأ أن الدولة قدمت لهم الكثير من التسهيلات والدعم ومن هنا يأتي دورهم للمشاركة في الدعم والبناء.
وأود الإشارة إلى مبادرات العديد من رجال الأعمال الأوفياء - رجاء أن يكون حافزاً ودافعاً للآخرين للمساهمة في المشروعات الخيرية في بلدنا الحبيب - الذين يقدمون ويدعمون لا لهدف إلا أداء للواجب، ومن أجل المشاركة الفعالة في دعم مسيرة مجتمعنا السعودي، حيث أسهموا في الكثير من المشاريع الحيوية المهمة لشباب هذا البلد، ومن ذلك تشييد وبناء المجمعات التعليمية في مناطق مختلفة من المملكة، فقد قام الشيخ سليمان العليان - رحمه الله - ببناء مجمعات تعليمية في كل من عنيزة والرياض، كما قام الشيخ سعد المحمد المعجل الحاصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى لرجال الأعمال المتميزين بإنشاء مجمع تعليمي ومركز ثقافي في حوطة سدير بتكلفة أكثر من عشرة ملايين ريال، وكذلك قام الشيخ عبد الله الفريحي بدعم مستشفى مدينة رياض الخبراء، إن هذه المساهمات وغيرها من الجهود تدل بوضوح على الحب الكبير الذي يكنه هؤلاء الرجال لوطنهم الغالي، ويحفز بقية رجال الأعمال للبدء والاستمرار في المشاركة بفعالية في دعم شباب الوطن.
وفي هذه الأيام تبرز بوضوح وجلاء تأمين الجهود المشكورة التي يقوم بها رجل الأعمال الشيخ خالد بن عمر البلطان - وفقه الله - رئيس مجموعة البلطان العقارية، الذي يقوم وبسخاء بدعم العديد من القطاعات المتعلقة بشباب الوطن في مختلف المجالات.
ومما دفعني لكتابة هذا الموضوع ما نشرته جريدة الجزيرة في عددها 11540 بتاريخ 14- 3-1425هـ من قيام 26 من الأيتام بزيارة للشيخ خالد بن عمر البلطان في منزله برفقة المدير العام للجمعية الأستاذ صالح بن عبدالله اليوسف، حيث قدم لهم أربع قطع أراض للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالرياض، وتكفل بتحمل مصاريف حفلات التخرج وزواج الأيتام من منسوبي الجمعية، إن الاحساس بمعاناة الآخرين ومساعدتهم من أهم الأمور التي ينبغي أن يلتفت إليها رجال الأعمال والتجار، كما قام الشيخ خالد البلطان بالعديد من أوجه الدعم في ميادين متنوعة وأماكن مختلفة، حيث دعم مستشفى محافظة الرس، وذلك بتقديم العديد من الأجهزة التي يحتاجها المستشفى، ودعم المسيرة الرياضية والأندية الرياضية في محافظة الرس بشكل خاص وأندية المملكة بشكل عام، كما شارك في دعم جمعية الرياضيات التي عقد لقاؤها في رحاب جامعة الأمير سلطان الأهلية، مما يدل على اهتمامه بتنويع أوجه الدعم فيما يخدم قطاعات شباب الوطن المختلفة.
إنني من منبر جريدة الجزيرة الغراء أوجه دعوة لكل رجالات الأعمال في بلد الخير والنماء أن يواصلوا جهودهم ودعمهم لشباب هذا الوطن في كافة المجالات (التعليمية - الاجتماعية - الصحية - وغيرها)، وليبشروا أولاً بالأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى على كل ما يقدمونه خالصاً لوجه الله تعالى، وليسعدوا بدعاء الآخرين لهم بالتوفيق والإعانة، ولابد أن نتذكر جميعاً أن الله سبحانه وتعالى امتدح الصدقة الجارية في مواطن كثيرة منها قوله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) سورة البقرة، ويقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) (رواه مسلم).
فتحية لكل تاجر ومسؤول يمسح دمعة يتيم، ويكسو فقيراً، ويعين مديناً، ويعالج مريضاً، وتحية تقدير لكل من يشارك في سبيل دعم هذا الوطن وشبابه.