انحنى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مقبِّلاً ومواسياً أحد ضحايا التفجير الغاشم والعدوان السافر المليء بالحقد والكراهية المتوشح بالفكر المنحرف للطغاة المارقين الخارجين على نص تعاليم ديننا السماوي وأخلاقياتنا التي أطرت العلاقة بين الإنسان بأخيه الآخر.. أقول: انحنى نايف الأمن بأبوة حانية على جبين ذلك البطل الذي قدمه قريبه ومرافقه على أنه من المدنيين وليس من العسكريين!!.
فما كان جواب نايف إلا أن قال: (كلهم أبناء الوطن الواحد ورجاله لا فرق)!!
استمعت لتلك التلميحة العجلى من لدن سموه فكأني به يرد على من استملح - بحسن نية - ترديد أن المستهدفين هم رجال الأمن فقط!.
فالملاحظ أن من بيننا - مع الأسف - من انطلى عليه ذلك التمويه الإرهابي الشيطاني بأن رجل الأمن هو الهدف ولا غيره.. وأظن وبعض الظن ليس إثماً أن هناك من يغني على ليلاه بسوء نية مع سبق الإصرار والترصد وخاصة في بعض القنوات الإعلامية التي انكشف عداؤها السافر وكراهيتها الواضحة لهذه البلاد بكل ما فيها وعليها!!.
يا سادة يا كرام أتمنى ألا تنطلي عليكم تلك التلبيسات الموجهة (لزوم) الفرقة ولا يغرنكم ذلك العزف النشاز وتلك المواويل المكررة، فوالله إن الوطن كله مستهدف.. بقيادته ومخلصيه.. بإنسانه وترابه.. بمواطنه ومقيمه.. بكل من فيه ومافيه وعليه!!.. لا استثناءات!!.
فالمارقون وكل من سار بركبهم يحاولون تكريس وتمرير هذا التمويه الأفعواني بقصد الانفراد بهؤلاء الأبطال وتحييدهم بغرض شق الصفوف وإيجاد الفجوة لتخلو لهم الساحة - خلت منهم الديار - وبالتالي الوصول للمواطن دون معوقات مقاوماتية على اعتبار أن رجل الأمن هو خط الدفاع الأول والساتر الأمامي بعد الله في وجه هذه الطغمة الحاقدة ومقاصدها السيئة ومنهجها الفاسد!!.
حمانا الله وبلادنا من كل مكروه ومن كل مارق خرج عن الطاعة وفارق الجماعة بعدما امتلأ قلبه بالحقد وبسوء الطوية وانحرف بمنهجه نتيجة فهم مغلوط او مقصود - لا فرق - فسعى في الأرض يفسد فيها ويهلك الحرث والنسل بجرائم هزت (وجدان) الوطن!.
وسيكون بمقدرونا بعد الاتكال على الله وباستشعارنا -ونحن هكذا بحمد الله - بالدور الوطني قادرون على استئصال هذا الورم الخبيث وتلك التآليل التي شوهت وجه وتراب وأخلاقيات هذا الوطن، وبتجفيف مصادر دعم هذا الفكر المنحرف المعادي للمجتمع وللإنسانية قاطبة سواء فكرياً أو مادياً أو معنوياً.
وبكل عفوية أقدم تحية إكبار وإجلال لكل رجل أمن من جندي إلى أكبر رتبة يعمل بكل إخلاص لتجنيب بلادنا ويلات هذه الكوارث ويدرأ عنا تلك الأفكار المضللة والهدامة، وأدعو الله للشهداء بالمغفرة والرضوان.
|