ألماني - شاب - أب لطفل واحد- قدم إلى هذه البلاد بحثاً عن لقمة العيش الكريم- عمل بإخلاص.. أحب هذه البلاد وأحب أهلها.. وتفهم قضيتهم المصيرية العادلة فحفر على ذراعه عبارة: فلسطين حرة.
قال من عرفه عن قرب:إنه كان دائم السؤال عن الدين الإسلامي ويتحدث بحماس عن العرب وقضاياهم.. تقدم إلى رئيسه في العمل بطلب إجازة لمدة أسبوعين مشيراً إلى أنه سيقضيها داخل المملكة.. وقدمت زوجته الشابة، ومعها طفلهما الوحيد قبل يومين لتكون بجواره في بلادنا ويقضوا إجازتهم في ربوعنا.. ويستمتعوا بجيرتنا.. ويتدفئوا بشمسنا.
فكان المجرمون لهم بالمرصاد.. قتلوا الرجل الكريم الوديع.. رملوا زوجته .. ويتموا طفله.. واساؤوا إلينا نحن السعوديين.. كما لم يسئ إلينا أحد من قبل.
ما عرفنا الألمان إلا قوم سلم وصداقة.. وما عرفناهم إلا أهل عمل وجد ووفاء وصدق، بعيدين عن الغدر والخداع وسوء الخلق.
يكاد يجمع كل من تعامل مع الألمان على تميزهم بين الأجناس باحترام التزاماتهم وتقديرهم لشركائهم وعلو همتهم وحسن أدائهم.
لنقارن الآن رد فعل السفارة الألمانية في الرياض بردود الأفعال من جهات أخرى.
قالت السفارة إنها تجد الحياة في المملكة العربية السعودية عادية ولا يوجد ما يستدعي تحذير رعاياها أو طلب تسفيرهم.
وكررت نفس السفارة مرة أخرى أنها ترى أن الحادث فردي وأنها على ثقة تامة بكفاءة الأمن السعودي وأنها لن تطلب استقدام أي محققين ألمان.
هذا هو طبع الألمان ولا يستغرب منهم هذا التعقل أبداً .
علينا أن نحفر اسم (دنكل هيرمان جنسان) في ذاكرتنا ولنجعل من كل هذا رسالة واضحة للمجرمين السفلة الحاقدين أهل الخسة والغدر المغرر بهم.. أننا جميعاً وعن بكرة أبينا ضد أعمالهم القبيحة وضد أفكارهم الضالة المضلة.
وإن الله سبحانه وتعالى ناصرنا عليهم أجمعين.
(*) رئيس مجموعة سمامة السعودية |