** مع انتشار عيادات التجميل وعيادات البشرة.. وعيادات التخسيس.. وعيادات الجراحة التجميلية، توجه الكثير من الناس للاهتمام بمظاهرهم.. وإضفاء شكل أو طابع آخر على الشكل الخارجي.. وبالذات النساء رائدات مراجعة عيادات التجميل.
** الناس إلى وقت قريب وربما بعضهم إلى الآن.. يصل سن السبعين وهو لم يراجع عيادة طبيب على الإطلاق.. حتى لو أصيب بمرض أو زكام أو نزلة يذهب للصيدلي ويعطيه مجموعة من الأدوية ليبلعها، ولا تهمه النتيجة على الإطلاق.. المهم أن يفعل السبب.
** هناك من الأشخاص من جاوزوا السبعين.. وهو لم يحلّل دمه ولو مرة واحدة.. ولا يعرف أداء الكبد أو الكلى أو القلب.. ولا يعرف وضع الكولسترول والدهون في جسمه، ولا يعرف وضع الأملاح أو أي أمر خطير آخر في جسده. الذي ملأه بالدهون والسموم.
** بعضهم.. جاوز السبعين.. وهو لا يعرف ضغط دمه.. فقد يكون مرتفعاً وهو يبلع من الملح.. وقد يكون منخفضاً فيقتله في لحظة.
** بعضهم عنده أعراض السكر.. ولم يحلل مرة واحدة في حياته.. ويقول (الموتة وحده).
** بعضهم.. يعاني من أوجاع وأسقام وعلل ولم يذهب إلى الطبيب.. خوفاً من أن يفاجأ بمرض معيّن ويقول.. اتركني أموت على فراشي أحسن..!!
** نعم.. هناك من أشغل عيادات البشرة وعيادات التجميل، وجراحة التجميل.. وأشغل الأطباء.. من أجل أمور تافهة.
** وهناك من ضيّع نفسه.. حتى الأمور الضرورية في جسمه لا يدري عنها.
** وهناك من (يِحِنْ ويِوِنْ) من آلام في ظهره أو في المعدة أو القولون.. فترد عليه أم العيال بالاسطوانة المعروفة (الكَيْ يعود.. ما يكود).
** وهناك مُوَسْوِسْ لو أصيب بصداع خفيف بسيط.. لأشغل العيادات والمستشفيات بالتحاليل والأشعات والمراجعات.. والمسألة كلها مغص بسيط بسبب (سِنْ) أو بسبب أنف أو بسبب برد.. أو لأي سبب بسيط يزول بعد أسبوع أو أقل أو أكثر.
** وهناك من يعاني من سلسلة من الأمراض المتداخلة.. ويكاد يقع وهو لم يراجع طبيباً طوال حياته حتى يسقط مغشياً عليه، وعندها قد يتعذر علاجه.
** بعضهم.. لديه - مثلاً - ورم في منطقة من جسمه.. ويتركه حتى يكبر ويتضخم وحتى يغلق منافذ جسمه.. ويمنع الأكل والشرب.. أو يوقف حركة التنفس وعندها (يشيلونه) للمستشفى.. وكان بوسعه استئصاله مبكراً.. وهو في حجم الإبهام.. ومع ذلك هو يخاف من استئصاله أو هو مستهتر.. سيّان!!
** نعم.. هناك من يصرف نصف راتبه على وساوسه وعلى جمالياته.. وعلى رتوش في جسمه.
** وهناك من لا يعرف عيادة طبيب طوال حياته.
** إن الاستهتار بالأمراض أو التهاون فيها وبالذات.. الأمراض الخطيرة..يكون نوعاً من الانتحار، وخصوصاً إذا عرف أن الطب سيقدم له شيئاً، وقد يمنع المرض أو يوقفه بإرادة الله جلت قدرته.. وبالتالي يتعيّن عليه مراجعة الطبيب.. ويتعيّن عليه بذل السبب..وكل شيء لا شك بإرادة الله تعالى.
|