إنه لمن دواعي سروري أن أتحدث في هذه العجالة عبر هذا المنبر الإعلامي المتأصل في النفوس عن أبرز ما تقوم به وزارة التربية والتعليم ممثلة في كافة إداراتها المختلفة داخل جهاز الوزارة أو خارجه والمنتشرة في كافة مناطق ومحافظات ومراكز وهجر مملكتنا الغالية في هذا الوقت الهام من عمر العملية التعليمية، واعني بالوقت هنا (نهاية العام الدراسي وكيفية الاستعداد لموسم الاختبارات) فمما لا شك فيه أن بلادنا لتشهد نهضة تعليمية كبيرة في مختلف المراحل التعليمية، وهذه النهضة تعتبر نقلة نوعية مميزة في تاريخ التعليم في العصر الحاضر، فبحمد الله تعالى عمت مدارس التعليم العام، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومدارس تعليم الكبار من الرجال ومدارس تعليم الكبيرات من النساء، ومدارس التعليم الخاص، ومدارس التعليم الأهلي والمعاهد المهنية والفنية بالإضافة للكليات المختلفة، كافة ربوع بلادنا، وأصبح العلم موفرا لجميع طلابه وطالباته، وما كان ذلك ليتحقق لولا فضل الله عز وجل، وما بنيت عليه سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية التي جاءت منبثقة من تعاليم ديننا الحنيف، وما توليه هذه الحكومة الرشيدة من الدعم اللامحدود للعملية التعليمية، وما تقوم عليه هذه العملية من تربية للذات وغرس للقيم وتنمية للفكر فكانت ولله الحمد محققة للأهداف والمرتكزات الأساسية التي ينهض عليها التعليم في مراحله المختلفة، ولعل من ابرز المرتكزات التي تعتني بها وزارة التربية في نهاية كل عام دراسي وتتبناها في خططها المستقبلية، وتجند لها كل الإمكانيات اللازمة، اهتمامها بموسم الاختبارات وتهيئة الأجواء المناسبة لتأديتها بكل يسر وسهولة وهذه وسيلة مهمة لقياس او لكشف مدى بلوغ الطلاب والطالبات للمستوى الذي حدد في المنهج من المعلومات والخبرات والمهارات وتقيس قدراتهم ومواهبهم وميولهم ولهذا فالاستعدادات تبدأ مبكرة وفي نشاطات متنوعة حيث تؤمن المطبوعات الخاصة بالاختبارات وتوزع على إدارات التربية والتعليم التي بدورها تقوم بتوزيعها على المدارس، وتكون المدارس هذه الأيام شبيهة بخلية النحل، حيث تشكل اللجان التي تكلف بإعداد جداول الاختبارات، ولجان وضع الأسئلة، ولجان المراقبة، ولجان سير الاختبارات ولجان التصحيح والمراجعة والرصد وإخراج النتائج داخل المدارس لصفوف النقل، والحال في الإدارات المركزية بالوزارة شبيه بذلك حيث تعد جداول الاختبارات للشهادات العامة من قبل الوزارة، وتبلغ للمدارس قبل بداية الاختبارات، وتشكل لجان وضع الأسئلة للشهادات العامة ولجان لتجهيزها وتوزيعها على إدارات التربية والتعليم التي تقوم بتسليمها وفق آلية محددة للمدارس، كما تشكل لجان مراكز الاختبارات في المناطق والمحافظات التعليمية، ولجان تقدير الدرجات والتدقيق والمراجعة ولجان الرصد وإخراج نتائج الشهادات العامة عبر وسائل وقنوات الإعلام المختلفة ونشرها على شبكة المعلومات (الانترنت) وكل ذلك يتم بكل عناية تامة، أضف إلى ذلك ما تقوم به إدارات التربية والتعليم والمدارس من مجهودات كبيرة تسبق الاختبارات كتهيئة قاعات الاختبارات وقيام فرق صيانة التكييف وبرادات الماء ودورات المياه بالعمل المتواصل، وغير ذلك من الاستعدادات المكثفة التي تضفي على الاختبارات جوا من الراحة والاطمئنان لدى الطالبات، وبهذه المناسبة فإنني أحب أن احث ابنائي الطلاب وبناتي الطالبات على الاستذكار الجيد، والمراجعة والحضور اليومي المنتظم في الأيام التي تسبق الاختبارات لتبادل النقاش مع المعلمين والمعلمات في كافة الموضوعات التي هي مقررة في المنهج، والبعد عن السهر، والتركيز على الإجابة دون استعجال والاستعانة بالله عز وجل والمحافظة على الفرائض وتأديتها في أوقاتها، كما لا يفوتني في هذه المناسبة الطيبة إلا أن أشير إلى ما تحظى به الفتاة السعودية من مكانة عالية في هذا المجتمع فقد نالت نصيبها الاكبر من التعليم، ويؤكد ذلك اهتمام قيادتنا الرشيدة وفقها الله وحرصها على الرقي بتعليم البنات إلى أعلى مستويات التعليم واخذت على عاتقها مسؤولية نشر العلم في ربوع البلاد وافتتاح المدارس والمعاهد والكليات على اختلاف تخصصاتها المختلفة، بل تجاوز الأمر ذلك، فبالأمس القريب أعلن صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حفظه الله تحويل كليات البنات إلى جامعة، وهذا حلم طالما انتظره الكثير من البنات وهو في حد ذاته يمثل الدعم الذي يجده التعليم في بلادنا من حكومتنا الرشيدة، وفي هذا الدعم السخي ما يساعد بإذن الله تعالى على تطوير مخرجات العملية التعليمية بما يخدم حاجة المجتمع السعودي من الكوادر الوطنية النسوية المؤهلة.
وختاماً لا نملك إلا أن ندعو الله عز وجل ان يوفق حكومتنا الرشيدة، وأن يسدد على طريق الخير خطاها، وأن يوفق شباب هذه البلاد إلى ما فيه الخير والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علما بأن البريد الالكتروني للإدارة العامة للاختبارات بنات هو exam137@yahoo.com
عبدالله بن إبراهيم الركيان
الوكيل المساعد لشؤون الطالبات والاختبارات بالنيابة |