Wednesday 26th May,200411563العددالاربعاء 7 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "متابعة "

امرأة من نار امرأة من نار
محمد أبوحمرا

رأيتها ذات جسم ضئيل يوحي بالذبول أو الخور الفكري؛ لها شعر قد قصّت معظمه وأزاحت البقية إلى الخلف؛ وجهها مردد إلى الجهات الأربع؛ ولا يوحي بمسحة جمال أبداً؛ والعينان غائرتان إلى أقصى الجمجمة الواضحة.
وهي حسب مقاييس الجمال عند الشرقيين قبيحة الشكل؛ أما سيجارتها التي لا تفارق إصبعيها فهي مقدمة لامرأة من نار تحرق الأخضر واليابس رغم كثرة مياه دجلة والفرات.
مدخلها الوحيد للإنسانية أنها تمتلك كلباً تركته هناك في بلادها بعد أن جاءت لتأديب العرب في أرضهم؛ لذا فهي قد أخذت سلسلة من حديد (ناعم) وطوق كلب لتسحب به سجيناً في أرض العرب؛ وهم يشاهدون فعلتها على شاشات العرب!! ولا سبيل سوى غض الشفاه فقط.
سويقول العارفون بأمور دينها: إن دينها يوصي بأنه إذا صفعك إنسان على الخد الأيمن فأدر له الأيسر. لكنها نسيت الوصية بالرغم من أنها كل يوم أحد تتعبد على طريقتها. حينما سئلت عن معاملتها لإنسان بتلك المعاملة قالت: هي أوامر تأتينا لننتزع الاعترافات فقط.
وأرادوا أن يجدوا مخرجاً لسقطتها وحقدها فقالوا: إن الخطأ هو خطأ الإدارة الوسطى، هكذا عللوا؛ وهم فعلاً التقوا معنا نحن الشرقيين في رمي الخطأ على الجانب الأضعف في السلسلة!! حتى أيقن من كانوا ينادون بحرية وديمقراطية الغرب أنهم على خطأ كانوا يزرعونه في أذهان أطفالهم من جيل السبعينات والثمانينات الميلادية؛ تماماً كانوا يخدرون عالمنا بديموقراطية استبان عريها اليوم؛ مثلما كنا نهز الرؤوس عند سماع سيدة الطرب العربي التي ترغمنا على السهر أمام الترانسستور من أجل سماع أول إذاعة لحفلتها.
فهل لازلنا أغبياء أم أننا نتغابى بناء على زمن الغباء العربي؟ أي هل لا زلنا نصدّق أن الحرب هي لتأديب السيد الرئيس صدام حسين؟ أم أنها لتأديب العرب والمسلمين ضمن حملة مسعورة جديدة مثل حملة الصليبيين الأولى والثانية؟
لا أدري ما هو شعور ذلك العربي الذي تسحبه المجندة الضئيلة على الأرض؛ وهل لا زال يحفظ أنشودة الصباح التي كان يرددها وهو طفل في مدرسته ويقول:


بلاد العرب أوطاني
من الشام لبغدان

أم أنه نسيها في ظرف إهانة العربي الذي كنا نقول إنه لا يرضى بالإهانة أبداً!!
يبدو لي أننا لا زلنا نهرف بما لا نعرف؛ ونقول إن الغرب لديه ديموقراطية وحقوق إنسان؛ فإذا كان ذلك صحيحاً فهم يستثنون من تلك القاعدة كل عربي ومسلم لا يميل لون جسمه إلى البياض الناصع جداً.
فاكس: 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved