*واشنطن - (رويترز):
يقول محللون إنه عندما يتسلم العراق رسميا سيادته من القوات الأمريكية في 30 يونيو حزيران لن تكون له سلطة على قواته المسلحة أو قرار يذكر فيما يتعلق بمستقبله.
أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش التزامه بنقل السيادة في هذا التاريخ إلى سلطة عراقية لم تتحدد بعد ورسم صورة لقيام العراقيين بدور متزايد في مصير بلادهم.
قال بوش في مؤتمر صحفي عقده ليدافع عن سياسته في العراق بعد أسبوع من العنف الدامي في 30 يونيو عندما يرفع علم العراق المستقل سيتولى مسؤولون عراقيون الأمور كاملة في وزارات الحكومة.
ولكنه أوضح أن القوات الأمريكية (حاليا 135 ألفا) ستبقى. وفي الأسبوع الماضي قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إن واشنطن تأمل في التوصل الى اتفاقات لإبقاء قوات الأمن العراقية تحت قيادتها.
قال ريتشارد ميرفي المحلل لمجلس العلاقات الخارجية وسفير أمريكا السابق في السعودية قيدنا المسؤوليات الأولي لحكومة ذات سيادة.
وحاليا تحكم الولايات المتحدة العراق خلال سلطة الائتلاف المؤقتة وستحتفظ بنفوذ ضخم عن طريق سفارة تضم 3000 شحص تعتزم إقامتها في بغداد.
وقال مسؤولون إنه لا مناص من إصرار واشنطن على الهيمنة على القوات المسلحة العراقية التي رفض بعضها القتال في الاشتباكات الشرسة التي وقعت الأسبوع الماضي وذلك لضمان ألا تطلق القوات الأمريكية وحلفاؤها العراقيون النار على بعضهم بعضا.
وكان هذا أوضح مثال على احتمال ألا يمارس العراق سلطات كاملة اعتبارا من أول يوليو تموز.
قال إدوارد ووكر السفير الأمريكي السابق في مصر ثم إسرائيل لايمكن وجود حكومة مستقلة تتولى مهام يجب أن يدعمها عسكريون أمريكيون سواء أكان هذا ينطبق على إغلاق مسجد أو صحيفة.
لست أدري كيف يمكن أن نعرض قواتنا لقرارات ليست بأيدينا.
وقال جيمس دوبينز المحلل بمؤسسة راند الذي عمل مبعوثا أمريكيا خاصا إلى أفغانستان وكوسوفو والبوسنة وهايتى والصومال إن العقبات الرئيسية أمام السلطة العراقية الجديدة هي قدرتها على أن تحكم.
وقال: ستكون حكومة ضعيفة وبدون خبرة. ستكون منقسمة وتعتمد على البيروقراطية وذات إمكانيات محدودة للغاية. الثلاثون من يونيو تاريخ أهميته رمزية.
ولكن هذا لا يعني أن المؤسسة السياسية العراقية ستكون متحدة في أول يوليو أكثر منها في 30 يونيو أو أن قوات الأمن العراقية أقوي في أول يوليو منها في 30 يونيو.
إنها ببساطة خطوة أولى باتجاه اليوم الذي سيكون فيه العراق قادرا على الممارسة الكاملة لسيادته.
ويتوقع دوبينز تفاقم العنف بعد عملية التسليم حيث يختبر الثوار النظام الجديد وحدوده وإلى أي مدى يذهبون.
وقال ووكر رئيس معهد الشرق الأوسط حاليا إن السفارة الأمريكية المزمع إقامتها في بغداد يتوقع أن يقودها جون نجروبونتي السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة. ألمح ووكر الى دور واشنطن بقوله كل هؤلاء الناس (في السفارة) سيشتركون في عمليات الحكم.
وعندما أحبط اعتراض زعيم شيعي خطة لعقد اجتماعات إقليمية لاختيار حكومة جديدة لجأت واشنطن إلى مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي لوضع بديل. ورغم ان شكل هذه الحكومة لم يتحدد بعد قال الإبراهيمي إنه يفضل رئيسا ونائبين للرئيس يمثلون الشيعة والسنة والأكراد مع مجلس وزراء يقوده رئيس للوزراء.
قال رشيد خالدي أستاذ الدراسات العربية بجامعة كولومبيا وأحد منتقدي إدارة بوش إن التسليم عمل وهمي وإن الأمن أهم قضية ولن يكون تحت في أيدي العراقيين.
وقال :سلطة السيادة ستكون بأيدي القوة العسكرية الوحيدة في البلاد وهي الولايات المتحدة.. ومن السخف الحديث عن نقل السيادة.
|