الى فتاة بلادي التي اصطبغت بالصبغة الإسلامية فكانت مثالا للقيم والاخلاق، واتسمت بالحرص على تراثها الخالد فكانت انموذجاً حياً للامين الذي ورث تراث آبائه واجداده بأمانة، وهو يسبر غوره دون ان يصغى الى رياح الشر.
وهي تحاول الابتعاد به عن أفاويق الأم.. أقول ان فتاة بلادي تعتبر المثل الرائع للانسجام مع مبادئ الخير والهدى.. وهي تعتز بهذه المبادئ.. لانها روح القيم الانسانية.. وطريق البشر كافة الى العزة والنماء.. ومرحلة المراهقة للفتاة تمر وفي نفسها أمل وألم.. وبين جوانحها خطوط تهتف بوجدانها للسير وفق هذه الخطوط.
ولعل اقرب العناصر الى قلبها عنصر المطالعة.. لتطلع بنهم على ما دون في بطون الكتب.. وهي بهذا تشبع غريزة سامية.. توجد من نفسها المرأة الفاضلة.. غير ان اختيار الكتاب- قبل كل شيء - افضل من الاندفاع لقراءة كل شيء.. فالكتاب الذي يتحدث عن الواقع هو بحق افضل من كتاب استمداده من الخيال البعيد.. والكتاب الذي يرسم صورة مشرقة للانسان وكفاحه وطموحه ليصل الى قمة المجد.. افضل - بكثير- من الكتاب الذي ملئ بزخم الجنس وحياة الحب في اسطورة كاذبة.. تعج بألوان المكر والخداع.. لتلعب هذه الكتب دورا كبيرا في عواطف القراء.. ولتمثل لهم من على مسرح الخيال صوراً شتى للنفوس المريضة.. وهي تتخبط في دياجير من الحيرة.. بين افكار لا رابط لها الا الحبل الواهي من الخداع والتمويه انني افتح للفتاة باب المطالعة على مصراعيه ولكني احذرها مغبة الكتب التي تنال من سمو فكرها.. وقداسة مبادئها.
ولا أعتقد ان النضار الخالص سيعلوه الصدأ.
|