يعتبر مرض الاكتئاب من أكثر الأمراض خطورة على الإنسان لما يشكله من تأثيرات نفسية قد تقود على الانتحار وسط هذه الفئة التي تشكل نسبة عالية حيث تقترب أعدادهم عربياً عن 12 مليون مصاب من جملة 150 مليون على المستوى العالمي.
ومن الأشياء المؤسفة أن الذين يتعرضون للانتحار جراء هذا المرض تبلغ معدلات نسبهم عالية، وهم حوالي مليون منتحر سنوياً أي بمعدل مريض منتحر كل 15 ثانية حول العالم، وهي نسبة تفوق نسبة الخسائر التي تحدثها الحروب والكوارث حول العالم.
ويعتبر الاكتئاب من أمراض العصر الحديثة وهو أحد الأمراض النفسية.. ولا شك أن التطورات العالمية المتسارعة والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية لها دور كبير في تفشي مثل هذه الأمراض التي باتت تشكل خطراً كبيراً على المجتمعات حيث لها تأثير مباشر على حياة الإنسان ومستقبله، وكذلك على محيطه، ويصيب صاحبه بأعراض متنوعة وسالبة أبرزها التأثير على العلاقات الزوجية، وما يمكن أن تسببه من اختلال وعدم توازن في هذه العلاقة، وعدم القدرة على الإنتاج أو العمل والشعور العام بإهمال الذات والانعزال وإهمال النظافة وتصل قمتها في مراودة المريض أفكاراً سوداوية كالانتحار والتخلص من هذه الحياة.
وندعو نحن المختصين إلى ضرورة بذل جهد أكبر لعلاج مثل هذه الأمراض النفسية المختلفة، ومنها الاكتئاب حرصاً على المساهمة الفعالة في إيجاد أنجح السبل العلاجية، وذلك من خلال العيادات العلاجية الخاصة لذلك مع الكوادر الطبية المتخصصة والمؤهلة تأهيلاً عالياً خاصة إذا أدركنا أن مثل هذه الأمراض تحتاج إلى تشخيص دقيق للحالة وقدرة فائقة على اكتشاف الأسباب وقد يعزز التطور العالمي ومدى الاستفادة منه محلياً في التقليل من الآثار الناجمة عن هذا المرض، ومن ثم العلاج بشكل كامل بإذن الله.
(*) مدير عام المستشفى |