* الرس - أحمد الغفيلي:
بعد إعلانه الابتعاد والتوقف عن تقديم الدعم المادي والمعنوي لناديه الحزم وتعليق عضويته الشرفية احتجاجاً على ما واجهه من جحود ونكران لجهوده وإسهاماته وبذله وعطائه اللا محدود عبر سنوات نقل خلالها الحزم من غياهب الدرجة الثالثة التي مكث فيها ما يزيد عن أربعين عاماً وأنار له طريق الصعود إلى أن حطَّ به الرحال كأحد أندية الدرجة الأولى وفي زمن قياسي لم يتجاوز ثلاثة أعوام فاجأ المشرف العام على فريق كرة القدم النصراوي وعضو مجلس إدارة النادي جماهير فارس نجد بتقديم ورقة الاستقالة وترك المجال لاختيار بديل يتولَّى المهمة في الموسم القادم في خطوة جريئة اعتبرها الكثيرون ترجمة للشفافية والوضوح والصراحة التي اعتاد أبو مشهور على نهجها في مسيرته الإدارية وقراءة واقعية وإدراك لجوانب إيجابية قد يحدثها التغيير وتفاعل مع مطالب الجماهير النصراوية التي عبَّرت وبوضوح عن تطلعها لإحداث غربلة شاملة في التركيبة الإدارية بمختلف مسؤولياتها ومستوياتها بعد أن مضى ما يزيد عن خمسة مواسم متتالية هي المدة الزمنية للإدارة النصراوية الحالية دون أي إضافة سوى المزيد من الإخفاقات والغياب التام عن تحقيق الألقاب المحلية والخارجية فضلاً عن سوء وتردي مستوى ألعاب النادي فردية وجماعية رغم كم الوعود التي أطلقتها الإدارة مع بداية كل موسم والتي تترجم لوهم أتعب محبي الأصفر لتعلو أصوات الجماهير ملحة بحتمية ترك المجال والاكتفاء بسنوات لم تحفل بأي إنجاز وتمت بفقر بطولي وجفاء لا يتناسب ومكانة النصر وماضيه وهو ما يقابل عادة بتجاهل ومكابرة وعدم تقدير لمشاعر الجماهير وإصرار على البقاء وتكرار ممل لمبررات لم تعد مقنعة لا تعدو إعادة لسيناريو لا يخرج عن مهاجمة الحكام واللجان العاملة بالاتحاد السعودي واتهامها بتعمد الإضرار بالنصر والتدخل في شؤون المنافس الهلال والاهتمام به ومحاولة تشويه حضوره المعبِّر وتواصل إنجازاته وشموليتها وإشغال محبي النصر بأمور لم تعد في نطاق اهتماماتها لحاجتها الماسة لعودة النصر أكثر من تفاعلها مع نهج الإدارة وسعيها لإسقاط الهلال.
* ولأن أبا مشهور ظل حاله خاصة وسعى بجدية لتدارك الأخطاء ولم يواكب موجة التهكم والتبرير والهجوم المعتاد وتعامل بمثالية مع الجميع وكسب تقدير واحترام كافة المنتسبين للرياضة السعودية ولم يصدر منه ما يمكن اعتباره خارجاً عن المألوف وعمل وفق ما هو متاح ولم يسعفه الحظ تارة وظروف لا علاقة له بها تارة أخرى لإيصال النصر لمنصة التتويج واختار بقناعة وجرأة أن يتحمل تبعات الخروج خالي الوفاض واتخذ بنفسه المبادرة والتضحية رغم أن مختلف النصراويين وحتى في أوج غضبهم واستيائهم صرحوا بالإشادة بجهوده وسعوا لبقائه وصدموا باستقالته التي تمثِّل خسارة من الصعب تعويضها لذا من الضروري المبادرة للحفاظ على كفاءة إدارية تحمل فكراً راقياً وطاقة طموحة كما هو أبو مشهور واستقطابه للعمل في الجهاز الإداري لأحد المنتخبات السعودية وبخاصة بعد أن اكتسب الخبرة والتجربة وأظهر كفاءة في التعامل مع الأجهزة الفنية واللاعبين والجماهير والإعلام والمنافسين على حد سواء وأن لا يكون خروجه من النصر ومن قبله الحزم وتخليه عن منصب عضو الشرف المؤثِّر والداعم ومشرف كرة القدم الواثق والمتمكِّن مؤشراً لمغادرة نهائية للوسط الرياضي.
|