قد يكون القصور في المربِّي نفسه..!!

اطلعت على جريدة (الجزيرة) في صفحة الرأي يوم السبت الموافق 26- 3 وعدد 11552 على مقال بعنوان (أم الحبايب .. يا حبيبة)!!
للكاتبة عهود سالم الخالدي... حيث كان مقالها عن حقوق الأم وأن جيل هذا الوقت لا يقدرون الآباء والأمهات كما في السابق... وذكرت عهود أن تذكير الأبناء بالأحاديث النبوية لا يناسبهم لأنهم لا يفهمونها.
وذلك لانشغالهم بالإنترنت والكمبيوتر والتلفزيون وكرة القدم والأغاني العاطفية والفيديو كليب... وحملت عهود وسائل الإعلام المسئولية وأنا أخالف عهود بما قالت ... فليس أبناء هذا الجيل أقل تقديراً لوالدتهم من سابقهم بل في هذا الجيل من تربوا على تعاليم ديننا الحنيف وكانوا قدوة ومضرب مثل في برهم لآبائهم،أما أن يقصر الوالدان في تربية أبنائهما ويتركانهم ولا يتابعانهم ولا يسألان أين ذهبوا ولا متىجاءواولامن أصدقاؤهم،ثم يسألان لماذاهم مقصرون؟
وأقول لك يا عهود: إن القصور فينا نحن المربين..لماذا نحمِّل غيرنا المسئولية والتقصير منا نحن.. كيف ذلك؟!
أقول لك ولغيرك من الأمهات..هل يعقل أن نترك أبناءنا وبناتنا تحت تصرف الإنترنت والكمبيوتر والتلفزيون وكرة القدم والأغاني العاطفية والفيديو كليب كما قلتِ وننتظر منهم أن يبروا بنا ويحترمونا ويقدرونا ؟!! فشرُّ البلية ما يضحك؟؟
لا والله.. بل ان من تربَّى على مثل ذلك فحريُّ أن يكون عاقاً لوالديه.. لأن من الخطورة بمكان ترك الحبل على الغارب.. وفتح المجال لهم في دخول الإنترنت متى شاءوا .. ولعب الكرة والنظر إلى التلفاز متى شاءوا.. فهذا خطأ كبير في النهج التربوي.
وليس صحيحاً ما قالت عهود أنهم لا يفهمون الأحاديث النبوية والأمثال التي قيلت في الأم.. وكيف تريدينهم أن يفهموها وعندهم من آلات اللهو ما يصرفهم عنها.. من أغانٍ عاطفية وفيديو كليب؟؟؟!!!
من تربَّى على الأغاني سواءً العاطفية أو غير العاطفية فكلها محرم في الشرع أقول من تربَّى على ذلك .. هل ينتظر منه أن يفهم أحاديث نبينا عليه السلام
فهذان ضدان لا يجتمعان.؟!!.
فحب الكتاب وحب ألحان الغنا
في قلب امرء ليس يجتمعان
ثم هل كل ما تتمنين يا عهود.. هوأن لو كانت أمك موجودة لقمت بأهدائها أغنية (ست الحبايب .. يا حبيبة) كثير من الناس يتمنى أن ترجع أمه أو أبوه ليبرها ويخدمها ويقدرها ويرعاها.. وأنت يا عهود تتمنين ان ترجع امك لتطلبين لها أغنية (ست الحبايب.. يا حبيبة)!!
عليك بالدعاء لها أفضل من هذا الكلام الذي لن ينفع بشيء .. بل ربما يضر..؟!
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقه جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فلنجعل هدي رسولنا نبراساً نسيرعليه ولنجعل هدي رسول الله طريقنا في تربية الأبناء .. فليس لنا طريق إلاَّ به.. ومن نهج غير هديه- صلى الله عليه وسلم- فليبشر بالخسران..
ثم إن هناك برامج في الكمبيوتر هادفة ونافعة للأولاد تساعد على تربيتهم وأنا لا أبرئ وسائل الإعلام ولكن من الخطأ أن نحمل المسئولية غيرنا ونحن مقصرون.نعم فلوسائل الإعلام دوركبيرفي التأثيرالسلبي أوالإيجابي ،ونتمنىأن ترتقي وسائل الإعلام المرئيةوالمسموعةوالمقروءة إلىالدور المرجو منها.. وبالله التوفيق.