عبدَالعَزيز، مَضى التَّاريخُ مُنصرماً
وكُنْتَ أيامَهُ البَيْضَاءَ والعَلما
أسَّستَ مَمْلَكَةً، فاضتْ مُبَاركَةً
بِكَفِّها النُّورُ في صَحرائها رُسِما
والخَيرُ فيها حُدودُ المَجدِ مُؤتلقٌ
أسوارها الهَديُ ما أحلاهُ مُعْتَصما
ودَّعْتَ أهْلكَ لمَّا كُنْتَ بَينهُمُ
بنخبةٍ من ملوكٍ أحسنوا النِّعَما
ذِكراكَ فيهمْ سِنامُ الدَّهر، رفعتُهُ
أنْ تُشرقَ الشَّمسُ في أعمالهمْ كَرما
صَانوا وأعْطَوا فطابَ البَيتُ مُجتَمِعاً
آل السُّعودِ رباطُ الحقِّ مَا كُلِما
خِلتُ القصيدةَ، مَدحاً حِينَما نَزَفَتْ
مِنَّي القَوافِي ولكن أصْبَحتْ هَرما
عَلَّقْتُ أَوْرِدَتِي في صُبْح أَحْرُفِها
فكُنْتُمُ الشِّعرَ في الأبياتِ والحِكَما
ما كنتُ أرضَى لها بَحْراً يُمَوْسِقُها
حتى سَقَيْتُ جَمِيلَ البحرِ، فَيْضَ دِما
ما أعْظَمَ الشِّعرَ إنْ كَانتْ بلاغَتُهُ
خَفقَ الفُؤادِ وإنْ صِدقُ الكَلامِ هَمى
ُسُلطانُ! قلْ لي فَدَتْكَ الرُّوحُ هل مَرضٌ
أم امْتِحانٌ بأمرِ اللهِ قد حُكِمَا
لمَّا رأيتُ مَليكَ المَجْدِ زائرَهُ
فَهدُ الحَكيم أضاءَ الليلَ والظُّلَما
سُلطانُ حَسْبُكَ بَرْءاً أنْ تَرى قَمَراً
في كَفِّ فَهدٍ يُزيلُ الهَمَّ والألَما
والرَّبُّ شَاءَ شِفاءً كُنْتَ تَطْلُبُهُ
فَبدَّدَ الحُبَّ فِيكَ الوَهْنَ والسَّقَما
جَاءَ الأميرُ وَليُّ العَهدِ فابْتَسَمَتْ
لكَ الأخُوّةُ زَهْواً والعُلا بَسما
وكُنْتُ هَيمانَةً بالخَيرِ حِين بَدا
زَحْفُ الرِّجالِ إلى مَشْفاكَ مُلتَطِما
تِلكَ الإمَارة حُبُّ الشَّعبِ لا مَلقاً
جاؤوا إليكَ ولكنْ حُبُّهمْ ضَرما
مَرُّوا قوافلَ مِثلَ السَّيلِ، مُندفعاً
وكُنْتَ قِبلتَهمْ، للحقِّ كُنْتَ فَما
سُلطانُ لي مَشْهدٌ مازلتُ أكْتُمُهُ
وليسَ غيركَ من أعطى الأولى الهِمَمَا
كمْ كَفِّ خير لآل العَوْز تَرفعهُ
حتى ظَنَنْتُكَ في الضَّرَّاءِ كفَّ سَما
برّ المسنين فيكَ الحُسنُ يعرفهُ
وللمُعوِّقِ بذلتَ الخيرَ والنِّعَما
كمْ حملةٍ لذوي العاهاتِ كُنْتَ لها
طِباً ولم تدَّخِرْ ( عِلماً) ولا كَرما
للمُتعبينَ يداكَ الأمْنُ مَدّهَما
تُعانِقان، رضىً مَنْ فاءَ ظِلّهما
ذي جنّةٍ برضَى الرَّحمن مَوْئلها
مَنْ يأتِها ظَنَّها في ظِلكمْ حُلما
تكحَّلُ العَينَ ممَّا أَبدَعَتْ وَطناً
يدُ البِناءِ فهلْ صَارَ البِنا ذمما
بُوركْتَ يا بنَ عزيز الناسِ كُلّهمُ
تأتيْ المَكارمَ رَغْمَ الهَول مُبْتَسما
يا فارسَ البركاتِ اللهُ صَيَّرها
للمعُوزين على كَفَّيْكَ مُرْتَحما
قلبي بِبُرْئكَ- وجهَ النورِ- مُمْتلىءٌ
حُباً، يُسطرُ في أفراحهِ الكَلما
ليسَ الصَّباحُ الذي أنوارُهُ شعلٌ
سِوى جَبينكَ فاقَ الشَّمسَ والقِمما
تَعلو كأنَّ جِيادَ الريحِ صاهلةٌ
خيراً، وفِعلُكَ زانَ السَّيفَ والقَلما
والشِّعرُ يا سيدي في حُبِّكم قَبَسٌ
كأنَّهُ البَرقُ ضَاءَ الأرضَ والأكما
في خصبهِ عَلمٌ باللهِ مُعتصمٌ
أفْدِيكَ يا عَلماً يَخْضَرُّ مُعتصما