* الزيارات اليومية التي كان يقوم بها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لأخيه سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز - أتم الله عليه لباس الصحة والعافية - لم تكن (مثار عجب)، قد جاءت في سياق العلاقات الحميمة بين أبناء هذا المجتمع فضلاً عن علاقات الأخوة والقرابة.
ولكن هذا التواصل اليومي بين (الأخوين) كان (مدار إعجاب)، فمشاغل الأخ الكبيرة والعديدة لم تشغله عن زيارة أخيه، بل كانت أهم وأول فقرة في سلّم برنامجه اليومي!
***
إن لهذه الزيارات دلالات جميلة وحميمة:
* فأولها: عمق (المحبة) التي تنسج خيوط هذا المجتمع، وتحمي نسيجه الاجتماعي من آثار الماديات التي كم خلخلت من قيم وبترت من وشائج في كثير من المجتمعات.
* ثانيها: الاحتفاء بصلة الرحم بين الأخوة والأقارب، وتقديمها على كل أمر وبخاصة عندما ينال العزيز عارض وذلك من أجل اطمئنان الإنسان على من يغليه.
* ثالثها: أثر مثل هذه الزيارات على الطرف المزور وتعميقها للمحبة، ولقد سمعت وسمع من زاروا سمو الأمير سلطان - وهو على سرير المستشفى - وقد كان يتحدث بتأثير وحميمية ومحبة عن زيارة أخيه (عبدالله) اليومية، لقد كان سموه يتحدث ويثني ويدعو وتكاد (عبراته تخنق عباراته) من شدة التأثر - أدام الله بينهما هذه المودة وزاد منها.
***
* رابعها: إن تواصل الكبار مثل زيارة خادم الحرمين لأخيه وتواصل زيارات الأمير عبدالله اليومية إنما يعطي قدوة وأسوة للأجيال الجديدة لاتباع هذا النهج مع إخوانهم وأخواتهم ووالديهم وجميع أقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم ثم تتسع الدائرة لأبناء مجتمعهم كافة.
* خامسها: إن هذا التواصل والصلة هي أحد أسس قوة هذه المجتمع، ووحدة هذا الوطن - حماه الله - فتواصل الأفراد هو عنوان ألفتهم ووحدتهم، وبالتالي فالرابح الأول هذا الوطن ووحدته.
***
* وسادسها وليس أخيرها: أننا في هذا الوطن نطبق الإسلام معاملةً كما نعيشه عبادةً، ومثل هذه الزيارات لمرضانا إنما هي استجابة - قبل أي شيء آخر - لتعاليم الإسلام الذي جعل من حق المسلم على المسلم عيادته إذا مرض، وإذا ما أراد أفراد من أبناء هذا المجتمع اختطاف (سماحة الإسلام) و(تواد هذا المجتمع) فإنما هم أفراد شاذون يؤكد شذوذهم سماحة هذا الإسلام، ووحدة وتحاب أفراد مجتمعنا السعودي.
أدام الله هذه المحبة بين أفراد مجتمعنا قادةً ومواطنين، كباراً وصغاراً. وحفظ الله هذا الوطن عقيدةً وإنساناً وترابطاً وتآلفاً وتواصلاً.
(*) عضو مجلس الشورى
رئيس تحرير المجلة العربية |