هذه الأيام.. هي أيام الدروس الخصوصية..
** إنه الموسم السنوي الخصب لشفط الفلوس.. وبالذات من طلاب الثانوية العامة بأقسامها.
** كل المرافقين والمرافقات.. والسباكين والصيادلة والمترجمين والنجارين والبنائين والمليسين ومندوبي المبيعات والممرضين و(كل من يأنس في نفسه كفاءة) هو مجنَّد هذه الأيام لإعطاء دروس خصوصية.
** في المحلات والبقالات والبناشر والمطاعم ومحلات السباكين.. إعلانات.. (يوجد مدرس خصوصي) إنجليزي أو رياضيات أو علوم أو لغة عربية.. ويضع جواله أو جوال أحد أقاربه.. والسعر بسيط (ما نختلف) ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف ريال للمادة الواحدة فقط.. لمدة عشرة أيام أو أسبوع فقط.. بمعنى.. أن بعضهم يتفق مع عشرة أو خمسة عشر في يوم واحد.. ودخله في الأسبوع فقط.. سبعون ألف ريال لا غير.
** والدروس الخصوصية.. تبدأ من الظهر.. وتنتهي قرابة الفجر.. أو بعد صلاة الفجر.. لأن وقت الأستاذ أو الأستاذة.. مضغوط.. ويقال.. إن أكثر هؤلاء.. هو (عاطل) طول العام.. حتى إذا جاء الموسم.. شمرَّ عن ساعديه وشفط مائتي ألف ريال على الأقل وهذا يعني.. عشرين ألف ريال شهرياً.. تجمع كلها خلال شهرين أو ثلاثة فقط.. يعني (موسم طقَّاقات).
** أما الطلاب.. فهم (في ستين داهية.. وعمرهم إن شاء الله.. ما نجحوا). وهكذا يقول السباكون والصيادلة.. والنجارون والحلاقون والطباخون.. عفواً.. المدرسون الخصوصيون؟!.
** في هذا الموسم.. يقوم سوق الدبابات.. لأن سعادة المدرس (يزورق) بالدباب بين السيارات أسرع له.. فيطير من الشرق إلى الغرب بسرعة (160 كم) في الساعة.. من أجل حصة هنا وهناك.
** أما المعلمة. فهي تحتاج إلى شخص متفرغ لها.. ومعه سيارة تحت طلبها.. لأنها مشغولة (24) ساعة.
** الطلاب يقولون.. إن سعادة المدرس الخصوصي.. فوق أنه لا يفهم في المادة التي يُدرسها.. فهو أيضاً قلق للغاية.. ومصفر الوجه.. وتعبان.. نتيجة السهر أولاً.. ونتيجة الإعياء والتعب.. ونتيجة القلق على الحصة المقبلة.. فهو يخشى أن يتأخر على (اللِّي بعده).
** في هذا الموسم.. موسم الدروس الخصوصية.. الدراسة في كل وقت.. فلا تستغرب من حصة تُعطى مع صلاة الفجر.. أو مع شروق الشمس.
** ولا تستغرب.. أن يكون سعر الساعة في الأسبوع أكثر من مرتب والد الطالب.. وبالذات للفيزياء والإنجليزي.
** قضية الدروس الخصوصية.. سبق أن طُرحت ونوقشت سنوات في الصحف.. وطُرحت آراء حولها.. وهناك من طالب بإبقائها في وضع نظامي وتقنينها.. ووضع نظام لها.. للقضاء على المتلاعبين والغشاشين والكذابين والمليسين.. والسباكين ومندوبي المبيعات.. المسترزقين بالكذب.
** فلو أن هناك مرجعية لهم.. ويُعطى المدرس الخصوصي ترخيصاً يوضح فيه اسم المادة التي يمكن أن يدرسها لحلت كل الأمور.
** ولو أن هناك سعراً للحصة في الشهر مثلاً لانحلَّت نصف الأمور.. لكنها (عادتنا جعلها ما تنقطع) في كثير من أمورنا.. ودائماً (ما نحب العجلة).
|