استمرت السوق في الانهيار المريع دون أسباب حقيقية ظاهرة للمتداولين، وقد سحبت معها صغار المستثمرين بأعداد كبيرة خاصة الذين اتجهوا للشركات الضعيفة ذات الأسعار المرتفعة في الوقت الذي حافظت فيه الشركات القوية على أسعار في معدلات مقبولة، وأدى هذا الحدث الذي بدأ الأسبوع الماضي إلى توجه موظفي الدولة إلى صالات التداول في الفترة الصباحية وبشكل ملحوظ تاركين مصالح المواطنين لإنجازها بعد الظهيرة وبنفسيات محطمة.
(الجزيرة) هبطت إلى الميدان لتلتقي بالمتداولين في السوق رغم عدم ترحيب بعض الصالات بالصحافة ووجدت أن الانهيار قد بدأ واضحاً على الوجوه والكل ينتظر الفرج ويحاول معرفة الأسباب الحقيقية وراء ما يحدث دون جدوى.
وفي البداية قال عبدالله الدريبي: لقد دخلت السوق منذ سنتين بعد أخذ المشورة والنصيحة وأملك الثقافة الكافية عن الشركات المساهمة مع الاعتماد على العارفين بالسوق.
وحول أسباب ما يحدث في السوق قال الدريبي: لا أعرف من المتسبب في ذلك ولكن أقول إن الذي دخل في المضاربة على الشركات الضعيفة هو المتضرر لأنها وصلت إلى مستويات سعرية غير معقولة، أما الذي استثمر في شركات جيدة فهو في مأمن من الخسارة حيث نلاحظ أن هذه الشركات كانت ارتفاعاتها مقبولة. وأشار الدريبي إلى أن تغطية البنوك للأسهم متأرجحة بين تغطية كاملة 100% وانخفاض سيصل إلى 80% دون توضيح للأسباب مما يؤدي إلى إرباك المستثمر.
واستطرد قائلاً: هناك أيضاً الإشاعة التي ما زالت تؤثر في السوق. ومن جانب آخر التقت (الجزيرة) تحت وهج الشمس أحد المستثمرين خارجاً من صالة التداول حيث قال أحمد النحاسي: للأسف ليس هناك وضوح وشفافية عن بعض ميزانيات الشركات وذلك لأنها تكون غامضة كثيراً, كما أن هناك من يصور الوضع حسب ما يريد ويتبع معلومات مشوشة عبر وسائل الإعلام وذلك لصالح شركات معينة.
ومعظم الخسارة أتت بسبب اتباع بعض الشائعات رفعت الأسعار. أما خالد الظاهري فيرى أن تقبل الخسارة بصدر رحب وعدم التأثر، وأكد الظاهري أن عافية السوق سوف تعود وخلال شهر على الأكثر، مشيراً إلى أن الخاسر الأكبر هو سهم الشركات الضعيفة التي ارتفعت بشكل غير مقبول أصلاً.
وأشار إلى أن بعض البنوك التي كانت تمول المستثمرين كانت قد أمرت المقترضين ببيع أسهمهم في يوم الثلاثاء الماضي يوم الانهيار الأول وأن ذلك شكل سبباً أساسياً في الهبوط للسوق.
وقال المستثمر فهد العسكر لا أشجع الاندفاع في البيع في حالة هبوط الأسعار لأن في ذلك استغلال لكبار المضاربين وشراء أكبر كمية من الأسهم وبالتالي بيعها.
وأكد من جانبه المستثمر محمد الحمود أن هناك عدة ملاحظات أهمها عدم وجود مبرر لهبوط الأسعار والسبب في انهيار السوق هو تضخم السهم ووجوب أن يصل إلى قيمة معينة ثلاث أضعاف قيمته، مرجعاً سبب ذلك إلى كثرة المضاربين ووجود طمع زائد في عدم المبادرة بالبيع حتى يصل إلى ارتفاع قد يصل من 6-8% مما يزيد من حالة تضخم سعر السهم والشيء المهم أن تكاتف بعض المضارين الكبار لتنزيل السوق ورفعه بحكم قدرتهم المادية بالسوق، مشدداً إلى أن عملية النزول تحرم المستثمرين وخصوصاً الصغار منهم من الاستفادة.
ونبّه الحمود إلى أن مؤسسة النقد لم تتدخل منذ أسبوع كامل لانهيار السوق ولم تدلي بأي تصريح أو إرشادات .. هذه حقيقة مزعجة جداً للمستثمرين بسوق الأسهم.
|