* إعداد ومتابعة - حسين الشبيلي:
أوضح عدد من الاقتصاديين أن ما يجري حالياً لسوق الأسهم من نزيف حاد من نقاط المؤشر يعتبر تصحيحا صحيا فليس من المعقول أن تستمر السوق في ارتفاع دائم، وبعضهم يرى أن ما يحدث من تراجع لم يمثل مفاجأة للمتعاملين وأن المضاربين قد وسعوا سطوتهم على السوق وشاهد ذلك ارتفاع شركات مساهمة شبه ورقية ومعدومة الربحية حظيت بتحقيق قيمة أسهمها مرات عدة.
*****
وأرجع بعضهم في حديثهم ل(الجزيرة) أن الساحة الإعلامية من صحف ومواقع انترنت وقعت اجمالاً تحت سطوة ليس المحللين الماليين بل المضاربين الذين يطلقون تصريحات من شأنها التأثير على سوق الأسهم، مطالباً بعض الاقتصاديين بالتشهير بهؤلاء ليكونوا عبرة لغيرهم من المتعاملين وانه يجب على الجميع توخي الحذر بالتعامل وأن دخول صغار المساهمين الجدد الذين خطفهم بريق السوق بدون أية خبرة او وعي أسهم في صعود مؤشر السوق ونزوله.
فمنهم من يرى أن هناك من يستغل بعض الثغرات ويحيط بعض المتعاملين وهم (الهوامير) ليحصل منهم على أسهم اكبر وبأسعار أرخص، فبعض الاقتصاديين يعتبر أن بعض أعضاء مجلس الادارة في الشركات المساهمة يسيطر على المعلوماتية والاخبار التي تصدر بصفة شخصية ليستفيد منها البعض ويتضرر البعض الآخر نقاط عديدة آثارها ضيوف (الجزيرة) تناولوا خلالها عدة محاور تتطرق لما أصاب سوق الأسهم بانهيار بداية هذا الاسبوع ونهاية الاسبوع الماضي فإلى اللقاء
وأرجع رئيس مجلس ادارة البنك السعودي البريطاني عبدالله الحقيل سبب تراجع مؤشر سوق الأسهم إلى أنه تصحيح صحي مع وجود مبالغات في بعض اسعار الشركات وزادت في قيمتها لأكثر مما تستحق والجاري الآن بالسوق تصحيح وهذا يحدث في جميع بلاد العالم وليس من المعقول ان تستمر السوق في ارتفاع ، مؤكداً الحقيل أن وضع اقتصادنا سليم وأسعار البترول السعودي في أعلى مستوياتها والشركات كلها تحقق نتائج طيبة بدليل أن الشركات التي لها عائد ممتاز لم تتأثر كثيراً على سبيل المثال البنوك والاسمنت وسابك لميزانياتها الجيدة وبالتالي تأثرها محدود.
وأوضح الحقيل أن تمويل البنوك السعودية في سوق الاسهم ممتاز ولم يتأثر بالشركات ذات الميزانيات الجيدة، فالبنوك لم تتوقف عنها ومستمرة إلى الآن مشيراً في حديثه إلى المحافظ الاستثمارية للبنوك تخدم شريحة كبيرة من المساهمين وكثيراً ممن وضعوا اموالهم في المحافظ لم يتأثروا كثيراً لأن المحافظ تدار بطريقة علمية وتستثمر في شركات ممتازة وهذا يشجع قضية المحافظ لدى البنوك بالاستمرار لأنها لا يمكن أن تسهم الا بشركات ذات ميزانية ممتازة وذات عائد ربحي جيد.
وتحدث الاقتصادي عضو مجلس الشورى الدكتور احسان بوحليقة وقال إن
ما يحدث الآن في سوق الأسهم من تراجع لم يمثل مفاجأة للمتعاملين في السوق، فقد راج الحديث خلال الأسابيع القليلة الماضية عن حركة تصحيحية في السوق.
ولكن هذا لا يمنع أن اكبر سوق للأوراق المالية تعاني معاناة كبيرة تتمثل في أن المضاربين قد وسعوا سطوتهم على السوق وأفضل شاهد على ذلك هو ارتفاع شركات مساهمة شبه ورقية رقيقة الاصول ومعدومة الربحية حظيت مثل هذه الشركات التي اخذت تسمى اصطلاحاً بشركات المضاربة ، فقد حققت هذه الشركات قيمة اسهمها مرات عدة كما أن الساحة الاعلامية من صحف ومواقع انترنت وقعت اجمالاً تحت سطوة ليس المحللين الماليين بل المضاربين الذين قرروا ان يطلقوا تصريحات استباقية حول اسهم بعينها بغية التأثير على السوق وكانوا دائما ينجحون في ذلك، ومن مقولاتهم المدهشة ولكنها مع ذلك تحققت هو أنه لا يجب أن يبقى أي سهم تحت حاجز الـ 100 ريال وتمكن من خلال ذلك من نشر هذه الخزعبلات من مضاعفة قيمة بعض اسهم الشركات المدججة بالخسائر والتي تفتقر إلى الشفافية ولا تلتزم بقواعد الافصاح المنصوص عليها نظاماً رغم تداول اخبار استفادة البعض من الاخبار الداخلية لكن السوق لم تشهد ضبط أي منهم والتشهير به ليكون عبرة وليسهم ذلك في ضبط السوق والآن وبعد أن اتضح تماماً من خلال سلوك السوق في نهاية الاسبوع الماضي وخلال هذا الاسبوع أن مزاج السوق هو نمو التراجع لابد لمؤسسة النقد العربي السعودي بصفتها الجهة المشرفة على السوق من اتخاذ عدة خطوات
اولاً: تطبيق نصوص الافصاح تطبيقاً تاماً بحذافيره كما ورد في نظام هيئة سوق المال اذ إن النظام كما ندرك قد دخل حيز النفاذ وبوسع المؤسسة كونها القيم على السوق ريثما تتم تسمية أعضاء هيئة السوق، وعليه بوسع المؤسسة أن تمارس صلاحيات تنفيذ النظام بما يحفظ استقرارها وبالتالي استقرار الاقتصاد الوطني وتجدر الاشارة هنا الى أن نظام هيئة سوق المال قد افرد فصلاً كاملا للافصاح بما في ذلك تجريم تداول المعلومات الداخلية للشركات.
ثانياً: حرص المؤسسة على عدم السماح للمتعاملين في السوق بخلط الأدوار وتضارب المصالح ومن ذلك يجب أن يمنع من له مصلحة واضحة في بيع وشراء سهم معين من منح نصائح لبيع وشراء الاسهم بل تقتصر مثل هذه النصائح على الأطراف المهنية لها موقف محايد من الاسهم وتصل إلى نصائحها وفقا لتحاليل فنية وكمية معتبرة مهنياً.
ثالثاً: النشر مباشرة لكل الصفقات التي تتعلق بأعضاء مجلس الادارة وكبار التنفيذيين في الشركات المساهمة السعودية.
رابعاً: المبادرة لعقد دورات تعريفية قصرية (نصف نهار) مثلاً للتعريف بأولويات التعامل مع سوق الاسهم.
خامساً: نشر قائمة بالشركات المساهمة التي لم تلتزم بقواعد الافصاح كذلك نشر قوائم تحليلة مقارنة بالاسهم المدرجة بالسوق من حيث النسب المالية ذات الصلة ومن ذلك:
العائد على رأس المال، ربحية السهم، توزيعات الأرباح المديونية إلى حقوق المساهمين على سبيل المثال لا للحصر.
يجب على الجميع توخي الحذر بالتعامل مع السوق لا سيما كما ذكرت آنفاً أن مزاج السوق في التراجع .
واكد من جانبه المدير العام لشركة رنا للاستثمار الدكتور مازن حسونة ان تراجع مؤشر سوق الاسهم طبيعي ونلحظ أن الشركات القوية بالسوق ما زالت محافظة على ادائها.
وأضاف حسونة أن كثيرا من صغار المساهمين الذين خطفهم بريق السوق من غير أي اساس دخلوا بدون أي وعي ودخول هذه الشرائح الى سوق الأسهم بدون خبرة وهم السبب في صعود السوق ونزوله مع العلم أن المتضرر الوحيد هذا المضارب الصغير في أغلب الاحيان معتبرهم على حد قوله (ضحايا الهوامير) مشيراً حسونة إلى ان العوامل الاساسية ما زالت موجودة وما زالت السوق قوية سواء السيولة جيدة واسعار الفائدة منخفضة واسعار البترول ممتازة والانفاق العام ايضاً جيد والمحافظ الاقتصادية ايضاً ممتازة ومع بدء تطبيق نظام السوق المالية شهدت سوق الأسهم نقلة نوعية.
وعن دور البنوك السعودية في تمويل سوق الأسهم قال حسونة: ان هناك توسعا في عمليات الاقراض على عمليات الأسهم والتداول لكن مقارنة بالاسواق الأخرى ما زال صغيرا جداً وهناك من يقول إن نزول السوق سببه تحفظ بعض البنوك في اعطاء بعض الأسهم يوجد به بعض الصحة لكن ليست هي كل الصورة والبنوك مستوى اقراضها عال، البنوك تمول محافظ أسهم وليست عمليات مضاربة وعملهم الأساس هو تنشيط عجلة الاقتصاد.
وأوضح الكاتب الاقتصادي عبدالله الحمود أن ما يجري في سوق الأسهم حالياً اعتقد أنه ظاهرة طبيعية وصحية ونحن نعيش في تجارة الاسهم هذه الأيام بما يسمى بمضاربة الاسهم في لحظة واحدة وبوقت واحد وزمن واحد وهذه العملية لا بد من الظروف التي تطغى عليها سواء بالايجاب او السلب بالايجاب اذا كانت هناك اخبار اقتصادية جيدة او سياسية للشعوب سترتفع الاسهم لكن احياناً تكون هناك معطيات جيدة مثل اعلان ارباح تعلن جيدة عبر وسائل الاعلام او غيرها.
مضيفاً أن هناك من يستغل بعض الثغرات ويحبط بعض المتعاملين وهو المضارب الكبير ليحصل على اسهم أكبر وبأسعار ارخص، والى ذلك قال الحمود نصيحتي لصغار المساهمين هي الا يتدافعوا في عمليات بيع كبيرة حال شعورهم بأن هناك نزولا بالاسعار لانه دائماً ما بعد النزول الا الطلوع.
وأن نلحظ أن في حال تحسن السوق وارتفاع الأسعار المنصوح أن يتم البيع الفوري ولا يكون هناك أي تردد في تأجيل عملية البيع لربما يأتي انخفاض بعد هذا الارتفاع الذي يحدث في وقت من الاوقات.
وألمح الحمود أن الملحوظ على السوق انعدام الشفافية وسيطرة أعضاء مجلس الادارة في الشركات المساهمة على المعلوماتية والأخبار والتي تنقل بواسطة معارفهم واصدقائهم ولكن غالبية المضاربين والمتعاملين في سوق الاسهم لا يعرفون عن هذه الاخبار التي تصدر بصفة شخصية ويستفيد منها البعض ويتضرر منها بعض المتعاملين في الجانب الآخر.
مطالباً الحمود باتخاذ اجراءات سريعة وفتح سوق الاوراق المالية التي كان من المفترض أن يبدأ العمل بها بداية العام الهجري ويفترض أن يكون أعضاء مجلس الهيئة من ذوي الخبرة وليست لهم علاقة بتجارة الأسهم ولا يكونوا من أعضاء مجالس الشركات حتى لا نستمر في نفس الخطأ القائم حالياً.
وخلص الحمود الى أن ما يحدث حالياً لا يعدو سواء ترويع صغار المساهمين في سبيل شراء اسهمهم بأسعار متدنية وبيعها بعد أيام قلائل من قبل بعض المتعاملين.
|