* واشنطن - رويترز:
أكد مسؤولون ينظمون انتقال السلطة في العراق أن الولايات المتحدة (لن تدير البلاد) بعد 30 يونيو حزيران، لكن نحو 200 خبير أمريكي يتوقع أن يواصلوا تقديم المشورة لوزارات النفط والوزارات الأخرى الناشئة.
وقال السفير فرانك ريكياردوني منسق وزارة الخارجية الأمريكية بشأن تسليم السلطة إنه يوجد (200 مستشار أو نحو ذلك نتوقع تركهم في البلاد لعدة أشهر بعد تسليم السلطة) لمساعدة وزارة النفط والوكالات الحكومية الأخرى. لكنه أكد أنه مثلما قال مسؤولون أمريكيون آخرون بشأن الوجود المستمر لقوات قوامها 135 الف جندي في العراق (سنواصل دعم الوزارات إلى المدى الذي ترغب فيه).
وقال (إذا قال وزير النفط إننا نتمتع بكفاءة جيدة في قطاع النفط ولا نريد دعماً منكم فإننا سنقول لهم.. حسناً.. لن نفرض مشورتنا على رقاب العراقيين).
وأشار مسؤولون آخرون إلى أن العراقيين ستكون لهم سيادة محدودة بعد انتقال السلطة، لكن ريكياردوني قال: (الأمور سوف تتغير حقاً بعد 30 يونيو.. لن ندير البلاد).
وتحدث هو واللفتنانت جنرال ميك كيكلايتر في ندوة عقدت تحت رعاية معهد السلام الأمريكي وهو وكالة أبحاث مستقلة تموِّلها الحكومة.
وكلف الرجلان بسحب دور سلطة الائتلاف المؤقتة على مراحل وإنشاء سفارة جديدة تمثل تغيراً في الوجود الأمريكي لكن مع بقاء الهيمنة للقوات الأمريكية البالغ قوامها 135 ألف جندي مازالوا على الأرض.
وقالوا إنه بينما لم يتبق سوى 43 يوماً فإن القضايا الرئيسية التي تشمل الوضع القانوني للقوات العسكرية الأمريكية لم تحل.
لكن الخطط تمضي قدماً بالتعاون بين وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووزارة الخارجية، وهما خصمان مريران في الإدارة الأمريكية.
وقال مسؤولون بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يسعى لوقف التدهور في التأييد الذي يتمتع به سيتناول قضية انتقال السلطة في الأسبوع القادم عندما يوضح إستراتيجيته لنقل السيادة إلى العراقيين.
وسيعمل نحو 1000 أمريكي من وزارة الخارجية والوزارات الأخرى بصفة دائمة في السفارة الأمريكية الجديدة المقرر إقامتها في (المنطقة الخضراء) التي تخضع لحراسة شديدة في بغداد، وسينضم إليهم نحو 700 عراقي وأجنبي آخر.
ورغم أحداث العنف قال إن الدبلوماسيين الأمريكيين مصممون على بقاء (الحوار) مع قطاع عريض من الشعب العراقي. ومن أجل هذا الهدف سيتم دعم المنشآت الأمريكية في 17 محافظة في أربعة مراكز إقليمية من خلالها يمكن لنحو 30 أمريكياً أو نحو هذا العدد (إبقاء الحوار الإنساني الشخصي الذي نحتاج إليه كل يوم) للتعامل مع العراقيين ودعم مشروعات الديمقراطية والصحة والإعمار والمشروعات الأخرى.
وقال ريكياردوني إن واشنطن تزمع إدخال بعض التعديلات في العراق في أول يوليو تموز لكن (في الأشياء المهمة لا نريد أن تبدو مختلفة).
وقال (نحتاج إلى أن نطمئن الشعب العراقي إلى أننا لن نسحب قواتنا ونتركهم لحرب أهلية أو نسحب كل أفرادنا الذين يساعدونهم في وزارة حقوق الإنسان ووزارة الزراعة... وخدمات الشرطة والصحة والبنك المركزي والتعليم العالي).
وأضاف أن العراق لديه مديرون (على مستوى عالمي) لإدارة صناعته النفطية ويعتقد كثيرون أن الاحتياطيات الهائلة لدى البلاد يجب ألا تستخدم لتجعل دكتاتوراً ثرياً، لكن مسألة كيف يتعامل العراق الجديد مع ثروته النفطية (سيترك للعراقيين لكي يقرروه).
وستدير السفارة الأمريكية الجديدة صندوق إعادة الإعمار الذي تبلغ قيمته 18.4 مليار دولار.
|