وزير الكهرباء العراقي لـ ( الجزيرة ):
نسبة الفساد في وزارتي 40% وبريمر اعترف لي أن أكبر خطأ ارتكبه هو حل الجيش والأجهزة الأمنية في العراق!

* بغداد - د. حميد عبدالله:
قال وزير الكهرباء العراقي أيهم السامرائي: إن على جميع الأطراف السياسية في العراق أن تتسامى على جراحاتها وأن تنسى الماضي وأن تبدأ خطوات جادة على طريق بناء العراق وأن تتذكر أن طريق الانتقام والاجتثاث هو طريق الحروب والاقتتال والحقد والضغينة.
وقال السامرائي المعروف بانتقاداته الحادة لمجلس الحكم وللسياسة الأمريكية في العراق في حديث ل(الجزيرة): إننا يوم كنا في المعارضة عقدنا اجتماعات مكثفة لمناقشة أوضاع العراق ما بعد صدام ولم يكن مطروحا أمامنا موضوع اجتثاث البعث ولا حل الجيش أو المؤسسات الأمنية أو إسقاط الدولة العراقية كما حدث بعد احتلال العراق، مشيرا إلى أن بول بريمر وبدعم من وزارة الدفاع الأمريكية هو الذي اتخذ قرار حل الجيش وإلغاء المؤسسات الأمنية وهو نادم جدا على قرارته تلك، موضحا أن وزارة الخارجية الأمريكية التي ستتولى إدارة الملف العراقي قريبا ستتراجع عن قرارات حل مؤسسات الدولة العراقية!
وكشف السامرائي أن السفير بول بريمر اعترف بخطئه أمامه ووصف حل الجيش العراقي وإلغاء المؤسسات الأمنية بأنه أكبر خطأ ارتكبه هو وسلطات الاحتلال وأنه الآن قد بدأ بالفعل بمعالجة ذلك الخطأ والتراجع عنه.
وأشار السامرائي الى أن رأي القلة هو الذي انتصر في قضية اجتثاث البعث وأن أكثر أعضاء مجلس الحكم تحمسا لاجتثاث البعث أقلهم تضررا من البعث وأكثرهم بعدا عن واقع العراق في إشارة واضحة لعضو مجلس الحكم أحمد الجلبي.
وأفاد السامرائي أن الأحزاب الستة الرئيسية الممثلة في مجلس الحكم التي وصفها بالأحزاب المبشرة بالجنة تخشى من حكومة التكنوقراط لأنها تعتقد أنها ستفقد مواقعها وفرصها السياسية بوجود حكومة التكنوقراط مؤكدا أنه لا يوجد تكنوقراط غير مسيسين ولكن هناك فارقا بين المسيس والمتزمت، وقال السامرائي: إن الفساد الإداري ما زال مستشريا في أجهزة الدولة العراقية وأن نسبة الفساد في وزارته 40% متوقعا أن تحكم العراق في المرحلة الانتقالية حكومة نزيهة ومتخصصة.
وعن الشخص الذي يراه مؤهلا لمنصب رئيس الوزراء القادم في العراق رشح السامرائي عددا من الأشخاص من بينهم قيادي بعثي سابق ومن بين من رشحهم مهدي الحافظ وعادل عبدالمهدي وإبراهيم الجعفري وأحمد الحبوبي ومحسن الشيخ راضي (عضو قيادة قطرية سابق في حزب البعث).