افتتاح جسر بروكلين المعلق

في مثل هذا اليوم 24 مايو من عام 1883، وبعد 14عاماً، ومصرع 27 شخصا أثناء عملية التشييد، تم افتتاح جسر بروكلين المعلق فوق النهر الشرقي ليربط بين المدن الكبرى بولاية نيويورك وبروكلين لأول مرة في التاريخ.
اندفع آلاف المقيمين من بروكلين ومانهاتن لمشاهدة حفل الافتتاح الذي ترأسه الرئيس تشيستر أي. آرثر، وحاكم نيويورك جروفر كليفيلاند، وكان جسر بروكلين، الذي صممه الراحل جون أي. روبلينج، أكبر جسر معلق تم بناؤه حتى ذلك الوقت.
وجدير بالذكر أن جون روبلينج، المولود في ألمانيا، كان رائدا كبيرا في تصميم الجسور المعلقة الصلبة وحظي بسمعة طيبة كمصمم بارع للجسور المعلقة. وقبل أن تبدأ عملية البناء، أُصيب روبلينج إصابة خطيرة أثناء قراءته للبوصلة عبر النهر الشرقي.
فقد دهس قارب أصابع إحدى قدميه وتوفى بعد ذلك بثلاثة أسابيع متأثراً بمرض التيتانوس، ليخلفه نجله واشنطن أي، روبلينج الذي شارك والده في تصميم العديد من الكباري وساعد في تصميم جسر بروكلين.
تم بناء قاعدتي الغرانيت لجسر بروكلين في حجرات لا تنفذ إليها المياه على عمق 44 قدما من جانب بروكلين وعمق 78 قدما من جانب نيويورك، ولم يكن هناك أحد يعلم بأخطار العمل في حجرات بها هواء مضغوط، مما أصاب أكثر من مائة عامل بحالات مرض الضغط، حتى واشنطن روبلينج عاني نفس المرض.
كما لقي عدد آخر من العملاء مصرعهم نتيجة لحوادث البناء التقليدية مثل الانهيارات والحرائق، وبدأ واشنطن يُدير عمليات البناء من منزله وكانت زوجته إميلي تنقل تعليماته إلى العمال، وفي1877 انتقل واشنطن وزوجته إلى منزل على مقربة من الكوبري، وتحسنت صحة واشنطن تدريجياً لكنه عاش بقية حياته مصاباً بالشلل، وفي 24 مايو1883، سار واشنطن على الكوبري وفي غضون 24 ساعة مشي حوالي 250 ألف شخص على جسر بروكلين. وكان جسر بروكلين بطوله الذي لم يسبق له مثيل وبرجيه الثابتين يُطلق عليه (عجيبة الدنيا الثامنة)، وربط الجسر بين مركزين مأهولين بالسكان هما بروكلين ومانهاتن ليُغير مجرى حياة مدينة نيويورك إلى الأبد، وفي 1898، تم رسمياً دمج مدينة بروكلين مع مدينة نيويورك وجزيرة ستاتن وبعض المدن الزراعية الصغيرة لتكون نيويورك الكبرى.