في مثل هذا اليوم 24 مايو من عام 1968، وجه الرئيس الفرنسي شارل ديجول إنذاراً للطلاب والعمال المضربين الذين شلوا حركة البلاد خلال ثلاث أسابيع من المظاهرات العنيفة . ففي خطاب مُتلفز أُذيع على الملأ ، طلب ديجول من الشعب الفرنسي أن يدعمه في برنامجه الإصلاحي أو يقبل استقالته .
وقال ان الاختيار سيتم في استفتاء سيُعقد في وقت لاحق من ذلك العام .
وقال في خطابه : ان الأمة (على وشك أن تُصاب بالشلل) وحذر من اندلاع الحرب الأهلية في حالة استمرار الموقف على ما هو عليه ، اندلاع أعمال العنف أضرب ثمانية ملايين عامل عن العمل في بداية الأسبوع الثالث من الاضطرابات الاجتماعية .
وفي غضون عدة دقائق بعد خطاب ديجول ، اندلعت أعمال العنف ثانية في باريس وليون ونانتس وبوردو وستراسبورج . وفي ليون ، أصبح أحد أفراد رجال الشرطة هو أول من يقضي نحبه في التظاهرات .
وقد دهسه المتظاهرون بعربة لوري أثناء تواجده مع شرطة مكافحة الشغب . حشود من الجماهير وقعت أكبر التظاهرات في باريس ، حيث سلك قرابة 50000 عامل الطريق التقليدي للعمال من قصر الباستيل إلى القصر الجمهوري .
وأخذت الحشود المتراصة على جوانب الطريق تهتف لهم . لكن العنف بدأ عندما اقتحم الطلاب حواجز الشرطة التي كانت تحمي الكباري عبر نهر السين . وتوجه المتظاهرون المسلحون بقنابل المولوتوف ناحية البورصة ورددوا : (البورصة تابعة للعمال) و(احتلوا البورصة) .
واقتحم المتظاهرون أبواب المبنى وحطموا النوافذ وأضرموا النار بداخله .
وأثناء تواجد الطلاب بالشوارع في الخارج يرددون أغنية الثورة الشيوعية ، كان العلم الأحمر يرفرف فوق المبنى .
واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لفتح ممر لعربات الإطفاء ، بيد أن المتظاهرين أعدوا متاريس قلبت السيارات وشبكوا أيديهم حول العربات ليحولوا دون أن يقوم رجال الإطفاء بتمديد الخراطيم. وفي الساعة 2230 (2030 بتوقيت جرينتش) أُخمد الحريق مُخلِّفاً أضراراً جسيمة بالطابق الرئيسي للبورصة .
واستمرت المعارك بين الشرطة والمتظاهرين مع سقوط ضحايا من الجانبين بالمئات .
وكان الحي اللاتيني بباريس بمثابة معسكر حصار ، ولم يكن هناك بادرة بانتهاء المظاهرات التي كان يُطلق عليها اسم الثورة الفرنسية الثانية .
|