** أنا شاب عمري 29 عاماً أتمتع بصحة جيدة - والحمد لله - ولكنني فجأة منذ عدة شهور شعرت بحالة غريبة أفزعتني وأحسست وكأني أصارع الموت أو أوشكت عليه، وقد ذهبت لمعظم الأطباء بالمستشفيات والكل يؤكد لي أنني سليم عضوياً تماماً وأن مايحدث لي هو حالة نفسية، أرجو معرفة حالتي بالضبط وهل يمكن علاج مرضي؟
ع. خ الدمام
- بالطبع طالما أجمع الأطباء وأثبتت التحاليل والفحوصات عدم وجود سبب عضوي يفسر ما يحدث من أعراض فهذا يعني أنه لم يتبق سوى الحالة النفسية لكن معظم الناس لا تريد أن تقتنع بهذا السبب لأسباب عديدة ويظل يذهب من طبيب لآخر ومن مستشفى لآخر وعمل ما لا يخطر على البال من فحوصات ولكن دون جدوى، عموماً نعود للبداية فهناك أعراض جسمانية يشعر بها الإنسان بدون سبب عضوي بل منشؤها العامل النفسي والمشكلة التي معنا الآن من هذه النوعية والتي تسمى بنوبات الهلع أو نوبات الفزع حيث يشعر الشخص بزيادة أو تسارع في ضربات القلب (خفقان) مع إحساس بضيق في التنفس أو انقباض بالصدر مع اختناق بالرقبة وإحساس بقشعريرة بالجسم ورجفة بالجسم واليدين وجفاف بالحلق مع أعراض خوف وقلق زائد وإحساس كما لو أن الروح تخرج من الجسد والشعور بالموت ومفارقة الحياة في هذه اللحظات وهذه النوبات تتكرر بين الحين والآخر وقد تستمر لبضع دقائق أو حتى ساعات إنه احساس بموت يتكرر في كل مرة وهذا ما يدفع الشخص للذهاب لأطباء القلب والصدر والباطنة وعمل أشعة وتخطيط للقلب وتحاليل للغدة الدرقية وفحوصات كثيرة ومتعددة وبالطبع كل شيء على ما يرام ولا يوجد سبب عضوي يفسر ذلك، عموماً هذه الحالة بسيطة بإذن الله ولاتؤدي للموت أثناءها فالموت بيد الله في أي وقت ولكنها لا تؤدي إليه أثناءها بإذن الله كل ما في الأمر هو تلك الأحاسيس المخيفة وهي تحدث نتيجة لتغيرات كيميائية بالمخ تؤدي لهذه النوبات وهي حالة نفسية فعلاً والتقدم الطبي حالياً بين مسببات ذلك وتم اكتشاف أنواع عديدة من الأدوية النفسية التي تساعد في الشفاء التام وستعود لحالتك الطبيعية بإذن الله لكن كل ماعليك أن تراجع الطبيب النفسي في أقرب وقت ممكن وهذا ليس عيباً ولا تخف من الأدوية النفسية لأنها مثل أي علاج آخر فلا تتردد وكفى معاناةً وضياعاً للأموال في الفحوص والتحاليل دون فائدة، وهذه نصيحتي لك ولكل من يعاني من نوبات الهلع فلقد أصبح لها علاجً فعال ومأمون بإذن الله فلا داعي لضياع الوقت لتنعم بالحياة السعيدة بدون هذا الخوف المميت.
|