Monday 24th May,200411561العددالأثنين 5 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الريـاضيـة"

بعد السقطات المريعة والتاريخية بعد السقطات المريعة والتاريخية
رئيس الهلال يستقيل وإبعاد العجلاني
من أجل مستقبل الهلال.. التغيير يجب ألا يستثني أحداً

* كتب - عبدالعزيز الهدلق:
لم يكد الهلاليون يفيقون من صدمة الشارقة حتى تلقوا صدمة أخرى وبشكل أعنف لأنها جاءت على أرضهم وبين جماهيرهم عندما خسروا مساء أمس بنتيجة ثقيلة من الأهلي بخمسة أهداف مقابل هدف. وليخرج الهلال وخلال أربعة أيام من البطولة الكبرى الثانية على التوالي بعد خروجين سابقين من كأسي ولي العهد والأمير فيصل بن فهد.
وسقوط الهلال المريع في نهاية الموسم يشبه الى حد كبير سقوط أحد المشاركين في سباق ماراثون على الارض قبل خط النهاية بسبب سوء الإعداد والتجهيز والتحضير لهذا السباق.
أي أنه باختصار غير مؤهل لخوض هذه المنافسة. وهذا هو واقع الهلال بالضبط.
فهو لم يكن مؤهلاً هذا الموسم لتحقيق أي بطولة أو حتى المنافسة عليها.
ما حدث للهلال كان انهيارا بالفعل والموسم يشارف على النهاية. وإذا أردنا معرفة أسباب ذلك فيجب العودة لنقطة البداية، ثم التوقف أمام كل محطة أو منعطف مرّ به الهلال هذا الموسم ليتأكد لنا ان هناك تراكمات كانت تثقل كاهل الهلال من محطة الى محطة حتى لم يعد الفريق قادرا على حمل تلك التراكمات فسقط وانهار بشكل جعل من يشاهده يشفق عليه.
لم يكن المدرب العربي المجتهد أحمد العجلاني البديل المناسب لسيىء الذكر الهولندي آدديموس، لأن هذا الأخير رحل وترك الفريق الأزرق مثخناً بالجراح ومليئاً بالأمراض الفنية والتي كان من الصعب على مدرب مثل العجلاني ان يعالجها في مثل هذا الوقت الحرج والمتأخر جداً.
وما زاد الوضع الهلالي سوءاً ان الارتجال في العلاج كان هو عنوان العمل. فبعد تكليف العجلاني (مدرب الشعلة والخليج والقادسية والطائي السابق) ظل هذا المدرب يعمل بلا مساعد او مدرب لياقة لتتم الاستعانة بمدرب اللياقة في نادي سدوس.
وبدلاً من ان يرتفع الهلال بهؤلاء المدربين سقطوا به الى مستوى الفرق التي كانوا يدربونها، ولا يلامون فقد عملوا بكل إخلاص واجتهاد ولكن تبقى تلك إمكاناتهم وقدراتهم.
وإذا كان هناك من يلام فهو من تعامل مع تلك الأزمات بتلك الكيفية من أصحاب القرار، ولا اعتقد أن مجلس الإدارة الموقر يفتقد للشجاعة الأدبية بما يجعله يهرب من تحمل المسؤولية كاملة. فالمجلس كان ربان السفينة وهو المسؤول عن غرقها. فهو الذي كان يخطط وينظم ويشرف ويراقب ويصدر القرارات.
وإذا كانت هناك ضغوط أو زوابع جماهيرية أو شرفية أو إعلامية واجهت الإدارة خلال الموسم فليس ذلك مبرراً لإلقاء تبعة السقوط عليها.
فقد كانت الإدارة تظهر أمام كل موقف بمظهر القوي والواثق من نفسه وقراراته. وكان كل ما تطلبه الإدارة الدعم المادي فقط، وتحقق لها في هذا الجانب دعم قياسي ربما لم يجده مجلس إدارة هلالي سابق.
وأمام كل هذه المعطيات لاشك ان المشجع الهلالي لن يقبل من الإدارة إلقاء تبعات الاخفاق على اي طرف. ولن يقبل أي عذر سوى أن تخرج الإدارة وبكل شجاعة لتعلن تحملها المسؤولية كاملة. وستجد الإدارة من يقدر لها هذه الشجاعة ويكبرها لها.
بالتأكيد ان الخبرة خانت الإدارة الهلالية هذا الموسم، وكان من سوء حظها ان الفريق الكروي الأول (عنوان النادي) يشارك في مسابقتين خارجيتين (الآسيوية والعربية) إضافة الى المسابقات المحلية وهذه المشاركات تتطلب خبرات وقدرات إدارية وتدريبية كبيرة للتعامل معها.
ولكن ضعف الخبرة الإدارية أدى الى الخروج المتتابع من كل تلك المسابقات، وفي البطولتين الأخيرتين كان الخروج مراً وقاسياً.
فلم تكن الأجهزة الفنية (سواء السابقة او الحالية) هي المؤهلة لقيادة فريق بحجم الهلال وهذا أدى بالتالي الى تدنٍ في مستوى الرؤية والقيادة الفنية للفريق حيث انعكس ذلك في سوء اختيار العناصر التي تمثله وسوء تنظيمها داخل الملعب وسوء توزيع الأدوار عليها.
وأكثر ما كان يستفز المشجع والمتابع الهلالي ان يرى فريقه يسقط ثم يسقط بفعل تكرار الأخطاء وتكرار وجود نفس العناصر المفلسة الفاقدة لكل مقومات القدرة على تقديم الحد الأدنى مما هو مطلوب.
وكل ذلك يحدث في ظل اغلاق كل الأبواب والمنافذ أمام العناصر الشابة البديلة التي تمت تجربتها في فترات متقطعة وأثبتت جدارتها وأحقيتها بتمثيل الفريق.
وتبقى المحصلة النهائية تؤكد أن سقوط الهلال التاريخي يتطلب وقفة تاريخية من رجال الهلال تجاه ناديهم. ليس من أجل بطولة وحيدة تبقت في الموسم (العربية) فهذه وحتى ان حققها الهلال (رغم استحالتها) فإنها لن تغير من الوضع السيىء شيئاً. ولن تخفف من مرارة ما حدث ولكن وقفة رجال الهلال مطلوبة من أجل مستقبل ناديهم وفريقهم الكروي الأول الذي بات أمر تجديده بالكامل مطلباً ملحاً خصوصاً وان القاعدة الزرقاء غنية بالمواهب واللاعبين الجاهزين القادرين على أخذ مواقعهم في الفريق والدفاع عن ألوانه بكل جدارة.
وليس تغيير وتجديد الفريق الكروي بعناصره ومدربيه وإدارييه هو المطلب المُلحّ من أجل المستقبل بل ان التغيير يجب أن يكون كاملاً وشاملاً على مختلف الأصعدة والمواقع وبلا استثناء وبعد ان اخذ الجميع فرصته الكاملة في تقديم كل ما لديه ولم يعد هناك ما هو جديد ينتظر تقديمه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved