قرأت ما كتبه الأخ عمر الربيعان تحت عنوان (زيارة الأطفال (ساعة) واحدة فقط) تحدث فيه عن مضمون قرار معالي وزير الصحة القاضي بتمديد زمن زيارة المرضى والسماح للأطفال بزيارة ذويهم ، وأشار الكاتب إلى السلبيات التي نتجت وتنتج من جراء إقرار الحالتين ومنها كثرة الزائرين وإرباك الطاقم الطبي واختلاس الراحة لكثيرٍ من المرضى خاصة الذين يتقلبون على فرشهم من الآلام أو الذين ليس لديهم من يزورهم والحقيقة أن ما ذكره الكاتب صواب البتة فمجمل الغرف تضم ما بين أربعة إلى ستة وثمانية من المرضى ولا شك أن حالاتهم المرضية تختلف عن بعضها والمرضى بحاجة ماسة إلى الراحة البدنية والنفسية والهواء النقي وإلى النوم الطويل أحياناً وإذا كانت المدة ساعة أو ساعتين فقد يتحمل المرضى الآخرون سلبيات الزيارات ولكن أن تكون الزيارة من خمس إلى سبع ساعات فكيف ستكون الراحة وتصور غرفة فيها أربعة مرضى ولكل زواره فستجد الزوار لا يقلون عن العشرين أما إذا كان الزوار من أهل جيزان أو أهل البادية سواء في الأصل أو الحال فستكون الغرفة كغرفة الضيافة هذا داخل وهذا خارج والله يعين المتألمين فكيف سيكون الهواء داخل الغرفة وهؤلاء حينما يتحدثون يتصورون أنهم في حراج ابن قاسم ولا محذور عليهم أما ان كان لديهم ومعهم أطفال فالوضع يتحول إلى ملاهي الحكير وعلى إثر ذلك قد يطالب عمال النظافة ببدل إضافي لأن الأطفال لا يكفي منهم الصراخ ومناداة بعضهم البعض بأصوات عالية وشرب البارد وأكل الساندوتشات ولكن ستكون الأسباب ميداناً للتزلج والجري وتشويت الأحذية وتجميل أرضية الأسياب وجدرانها ببواقي المشروبات وهذا مشاهد أما ان نظرت إلى الحمامات فحدث ولا حرج مما ستراه فيها وعند مراجعة أحد أفراد الأسرة المستشفى نجد المريض واحداً والمرافقين بقية الأسرة التي تقطن مع المريض في البيت ولكن أحيانا يكون هناك نخوة وجيرة وصداقة يتضاعف بسببها عدد المرافقين حتى عند الدخول على الطبيب لا يكفي مرافق ولا اثنان ولا حتى ثلاثة أحيانا وهؤلاء يضايقون المراجعين باستغلال الكراسي ويضايقون المراجعين والأطباء والممرضين والممرضات وحتى من هم على سرر المراجعة أثناء عبورهم (الأسياب) فهل هذه السلبيات يجوز حصولها في هذه الأماكن مهما يكن هناك من إيجابيات هذا عند (المراجعة) أما عند الزيارة وزمنها طويل فكيف سيكون الامر اضعاف اضعاف ذلك ولا إيجابيات بطول مدة زمن الزيارة وليست دليل تحضر كما قال البعض بل تذمر وأذى وفتح الزيارة في المستشفيات الأهلية والسماح بدخول الأطفال ليس بحجة ولا دافع لارتيادها بغض النظر عن أن مرتادي الخاصة جلهم من الأغنياء أو منتسبي وعمال الشركات محدودي العدد وعلى كل حالٍ فمصلحة وراحة المريض أهم من كل شيء أما زيارة الأطفال لذويهم فأقول بل يكفي ساعة في كل يوم خميس أو جمعة فقط على ألا يزيد العدد على طفلين في المرة الواحدة وأقول وأؤكد ان زمن الزيارة السابقة أفضل بكثير من التمديد مهما قيل لأن سلبيات التمديد كثيرة جداً والرجوع إلى الأفضل لا شك أجمل من البقاء على المفضول غير أنني أرى أن تؤخر الزيارة الثانية المسائية بحيث تبدأ من التاسعة مساءً إلى الحادية عشرة والنصف أو أن تقدم الزيارة الأولى لتبدأ من الساعة الثانية ظهراً حتى الرابعة لأن علاقة الأطباء بالمرضى تنتهي قبل الساعة الثانية عشرة ظهراً في الغالب. وختاماً أقول كما قال الأخ عمر لعل المسؤولين في وزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الوزير أن يضعوا راحة المرضى الجسدية والنفسية موضع الاهتمام والتفضيل فغالباً ما
تكون الراحة الجسدية والنفسية أبلغ علاجٍ من العلاجات الأخرى.
صالح العبدالرحمن التويجري/الرياض |