موقف محزن، ألم وحسرة، وجدان كانت تلعب في الحديقة، وجدان كانت آمنة مطمئنة، تعيش في كنف والديها، وجدان كانت تلهو مع أقرانها، وجدان كانت تعطف على حمامتها، تنثر لها الحب، وتسقيها الماء، كانت تمد لها يد الخير، فامتدت لها يد الشر والغدر، والخيانة، من فئة ضالة، أسقطت عليها جدار الموت، قتلوها، قاتلهم الله، قتلوا الطفولة، أخمدوا حلما بريئا ، قال تعالى: {بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} ويحكم أيها المجرمون، ويحكم أيها الفجرة، كيف تقتلون الأطفال؟ وجدان بنت الوطن، وجدان ضمير الوطن البريء، كلنا مكلومون، كلنا محزونون، على فراقك يا وجدان، أعان الله والدك، وصبر الله والدتك، جرح غائر لا يندمل، هز مشاعر الأمة، وزاد من الغمة، وجدان تحت أنقاض التراب، لقد اقتلعت شجرة التين، وهبت رياح الإرهاب على غابة الطفولة، لقد أمست مدن السعودية في بكاء ويتم، عليك من الحزن يا وجدان، فالحزن شمل كل بيت كما قال الشاعر:
****
والناس مأتمهم عليه واحد
في كل بيت رنة وزفير |
****
لا نملك إلا أن نقول: رحمك الله يا وجدان، فأنت دم طاهر وزكي، كقول الشاعر:
****
دم أزكى من المسك المصفى
وروح في زكاء الأقحوان |
****
ونقول لهذه الفئة الضالة اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا.
|