Monday 24th May,200411561العددالأثنين 5 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

رجال رحلوا وتبقى ذكراهم رجال رحلوا وتبقى ذكراهم
مشاري بن عوض المطيري

في يوم السبت الموفق 15-1-1425هـ زارني أحد الأصدقاء في منزلي وهو يحمل في يده ورقة، وعندما كنت أتبادل الحديث معه رن جرس الهاتف فرددت عليه وكنت أبادل المتصل الحديث، وكانت الورقة التي مع الزائر ملقاة إلى جانبي، فأدليت بيدي إلى الورقة ونظرت إلى ما بداخلها فوجدت بأنها قصيدة رثاء في وفاة الشيخ (حمدي بن مراضي الهجله) ونظرا لمعرفتي لهذا الشخص وضعت الورقة على وجهها إلى وجه الشخص، فرأيت في وجهه معالم الحزن على فقد هذا الرجل الذي له مكانة في مجتمعه وعشيرته الذين يعرفونه، حيث انه رجل معروف عنه التقى والصلاح وحب الخير للآخرين وللمجتمع كله، ولا أزكيه على الله، وهو كثيرا ما يسارع إلى إصلاح ذات البين بين أقاربه ومن يأتيه يطلب جاهه على الآخرين، لم يبخل بجاهه على أحد، بل يسابق إلى الخير، وهو في الحقيقة له في مجتمعه احترام كبير لكونه من الرجال المصلحين والمرشدين والموجهين إلى الصواب والساعين بالخير بين الناس، ولا شك أن هذا حال الدنيا، تارة تفرحنا وتارة تفجعنا، لكن عندما نفقد شخصا له مكانته في مجتمعه، شخصا عالما يوجه بعلمه، أو معلما في مدرسة أو معهد أو جامعة، أو صاحب جاه يلتمس أحوال الناس ويقضي لهم حاجاتهم، فهؤلاء فقدهم في المجتمع مؤثر جدا، وفي الحقيقة أني أشبههم بالشجرة التي لها ظل جيد في مكان طيب، فتجد ان الناس إذا أرادوا التنزه يتسابقون إلى هذه الشجرة حبا في ظلها ومكانها، ولو ذهب شخص يريد التنزه فذهب إلى هذه الشجرة لمعرفته السابقة بها فوجد الرياح قد اقتلعتها لذهب الرجل يبحث عن شجرة مماثلة لها، سواء في مكانها أو مكان آخر، فالرجال الذين ذكرتهم عندما يرحلون عن الدنيا تجد بيوتهم مهجورة ولم يزرها بعدهم أحد، حيث كانت حياتهم تعج وتضج بالزائرين حبا لهم، فإذا لم يحيها بعدهم أبناؤهم فسوف تبقى بهذه الحال، فكما وصف هؤلاء الرجال الشاعر المعروف (محمد السديري) يرحمه الله حيث وصفهم كالقصر الذي يستظل بظله كل من يزوره، حيث انه قبل أيام قليلة قرأت أيضا في جريدة الرياض وفاة احد المدرسين أمام طلابه، فكتب عنه الكثير بأنه من الرجال المربين والمرشدين والمصلحين، وهو أيضا ينطبق عليه هذا المقال، فمثل هؤلاء الرجال يحق لنا الرثاء لهم، حيث أذكر رثاء (شالح بن هدلان) لابنه (ذيب) وهو يصف جانبا من صفاته الحميدة ويقول:


وبيته لجيرانه يشيد على الطيب
وللضيف يبني في طويل الرفاعه

حيث ان هذا المجتمع قد فقد أشخاصا مهمين بهذي الصفات (يرحمهم الله) هذا ما أردت أن أكتبه.
وبذلك فاني أعزي نفسي وعشيرته وجميع أفراد القبيلة في وفاة الشيخ (حمدي بن مراضي الهجله) يرحمه الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved