* الرياض - الجزيرة:
نوّه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في المملكة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بالدور الرائد والعمل الدعوي المشهود الذي تقوم به هذه المكاتب في الدعوة إلى الله تعالى سواء من خلال تنظيم المحاضرات والكلمات في المساجد والجوامع، أو في دعوة غير المسلمين.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معالي الوزير آل الشيخ بمناسبة الحفل التكريمي الذي أقامته لمعاليه المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالرياض الليلة الماضية.
وقال معاليه: إن المكاتب التعاونية أدت من الجهد ما لا يتصور أن تؤديه جهة من الجهات التي تنظم أعمال الدعوة إلى الله تعالى، لأن هذه المكاتب في عموم المملكة كان لها من الثمار في بذل الجهد في الدعوة إلى الله تعالى سواء في تنظيم المحاضرات والكلمات في المساجد أو في دعوة غير المسلمين ما الأرقام شاهدة عليه في منطقة الرياض، فكيف بسائر مدن المملكة، لهذا لا بد من النظر بجد إلى الدور الفاعل لهذه المكاتب وما تقوم به، وسبل الدعم المستقبلي لها وسبل تطوير الأداء فيها.
وبشأن الدعم قال معاليه: إنه يجب أن يوضع له الكثير من الخطط المدروسة في أن تكتفي هذه المكاتب بما تحتاج إليه من تبرعات وإعانات ودعم وما أشبه ذلك، مشيراً إلى أن الكثير من الأعمال اليوم في هذه المكاتب راجعة إلى جزء من الاتصالات الشخصية المبنية على ثقة المتبرع بالقائم على المكتب نفسه وليس على وجه تنظيمي مرتب في تسويق أعمال هذه المكاتب، ثم أخذ مردود التبرعات ودعم هذه المكاتب عن طريق التسويق.
واسترسل معالي الوزير آل الشيخ قائلاً: إن موضوع تسويق الأفكار اليوم هو علم خاص وله مؤسساته وله شركاته ويسوق المنتجات حتى المنتجات الفكرية والمنتجات العلمية البحتة التي يكون نتاجها الكلمة، أو نتاجها العمل الدعوي له جهاته التي تؤدي إلى ذلك مؤملاً معاليه أن يتم تكوين لجنة من هذه المكاتب تختار من أربعة أو خمسة من المكاتب القوية في الرياض تتولى إعداد هذه الدراسة التسويقية بالتعاون مع إحدى الشركات أو المؤسسات المختصة، لأن الوضع الحالي لا يضمن أن يكون مستمراً في المستقبل مع كثير مما يُثار حول هذه المكاتب، والكثير مما يُثار حول الدعوة إلى الله تعالى، والعاملين فيها من المغرضين الذين لا يخفاكم شأنهم.
وفي هذا الشأن دعا معاليه إلى الاهتمام بتنظيم أعمال المكاتب بداخلها وذلك من عدة محاور الأول منها الاهتمام بالناحية المحاسبية في المكاتب حتى لا يكون هناك مآخذ على المكاتب في أي شأن من شؤونهم، والمحور الثاني تفعيل دور مجالس الإدارات في الأداء والتخطيط ورسم السياسات لهذه المكاتب، مؤكداًَ معاليه على أن مجالس الإدارات مهمة جداً لأنه في مجلس الإدارة ينتقل العمل من كونه فردياً إلى كونه جماعياً، فعمل مجالس الإدارات هذا ضروري بأن ينبه أعضاء المجلس على أن لهم الحق بأن يضعوا، ويحاسبوا، ويسألوا، فدور مجالس الإدارة لا يقتصر على أن يكونوا داعمين معنويين أو ماديين لأعمال هذه المكاتب، بل لا بد أن يدخلوا في دراسة السياسات والخطط حتى أيضاً مدير المكتب أو العاملين بالمكتب تقل عليهم التبعة بقرارات من مجالس الإدارات ولا سيما في هذا الوقت.
وأشار معاليه إلى أن المحور الثالث هو أن الإحصائيات التي رأينا اليوم أرقاماً لا شك أنها مفرحة وعظيمة تصل في بعض الإحصائيات في توزيع بعض الأشرطة والمطويات إلى مليونين تقريباً وهذا شيء كبير يشكر عليه العاملون والباذلون في هذا الصدد، بيد أنه من خلال الملاحظة الشخصية أن الكثير من هذه المطويات والأشرطة لم يكن التوزيع في صفته المثلى بمعنى أنها تذهب إلى من لا يستفيد أو تكون أحياناً مواقع التوزيع في مجمعات توزع بطريقة كثيرة أكثر من الاستفادة وهذا فيه هدر لا شك ونحن أحوج ما نكون إلى أن تكون هذه الأشرطة والمطويات والكتب.. الخ، أن تكون في وجهها الصحيح.
وقال: ولهذا يحتاج الأمر إلى نوع من الضوابط المكتوبة التي يزوّد بها الموزع في مكان التوزيع، حاثاً على أن يكون لدى المباشرين لهذه الأعمال في الميدان دليل موحد يوضح فيه من يعطي، وكيف يعطي، والكمية التي يعطيها وأشباه ذلك، لأنه أحياناً ربما يكون فيه بعض الهدر في بعض الأماكن، ممثلاً على ذلك في موسم الحج حيث توزع كميات أكثر من الحاجة، حيث قال معاليه: لقد مررنا على بعض المخيمات فوجدنا الكثير من الكتب التي وزعت والأشرطة في المخيم بعد رحيل الحجاج وأشباه ذلك وهذا يحتاج إلى دراسة جادة من قبلكم.
وأفاد معاليه أن المحور الرابع الذي ينبغي ملاحظته أن خبرات المكاتب التعاونية لا شك أنها ليست واحدة، فبعض المكاتب أكثر خبرة من البعض الآخر في الأداء الدعوي، في المنشورات، في وسيلة الدعوة، في الأعمال التي يقومون بها في الطريقة المحاسبية الخ، طريق الانتشار، الصلات بالناس في المنطقة التي يغطيها المكتب، فبعضهم لهم خبرة طويلة وبعضهم له خبرة تكون أقصر، وهذا يؤكد أهمية تبادل هذه الخبرات عن طريق زيارات مكثفة، وعدم الاكتفاء بزيارة واحدة في السنة.
ولفت معاليه في هذا السياق إلى أن من أغراض معارض (كن داعياً) التي تنظمها الوزارة بصفة دورية في مناطق المملكة أن يكون هناك تبادل للخبرات، وتعارف بين العاملين في حقل الدعوة سواء في الجهات الرسمية أو في الجهات الخيرية المتعاونة، فتبادل الزيارات والخبرات مهم جداً في تطوير الأداء وتفعيل العمل.
وبيّن معاليه أن المحور الخامس هو الاهتمام التنظيمي والإداري لهذه المكاتب ضماناً لبقائها ولقوتها في المستقبل وإلا فإن ضعفها أو عدم الفاعلية في بعضها قد يكون وسيلة من وسائل الإعاقة في المستقبل، فالاعتراف بالوضع الحقيقي للمكتب أمر مهم حتى نبتعد عن المثاليات التي تعيقنا عن معرفة حجم العمل والعوائق ووضع العلاج المناسب لها بما يحقق رسالة المكاتب، مؤكداً أن الواقعية دائماً مهمة في مناقشة الأمور حتى في نقد الذات وفي نقد الغير وفي تقييم الناس مطلوبة والمؤمن عادل في كلمته، عادل في تقييمه لنفسه، وتقييمه لغيره فلذلك لا يظنن ظان أن النقص معناه الفشل، فحبذا أن يكون هناك نقد للذات أكثر حتى نصل إلى مستقبل أفضل في هذا.
أما المحور السادس فيما يتعلق بالأداء قال معاليه: الأداء الإعلامي في المكاتب ضعيف وهذا ما تم مناقشته في الوزارة عبر جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والمكاتب التعاونية لما كثرت الكلمات في الصحف في نقد أعمال الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، أو نقد بعض المكاتب التعاونية أو المخيمات أو ما أشبه ذلك، فالحقيقة أن لهذا أسباباً منها أسباب نفسية عند من كتب، لكن أيضاً منها أسباب ضعف الأداء الإعلامي، مشدداً على أهمية إبراز أعمال هذه المكاتب وسائل الإعلام خاصة المقروءة وأن يكون للقائمين على المكاتب من الدعاة وطلبة العلم مشاركات إعلامية مستمرة، وهذا يلزم منه أن يكون هناك رؤية إعلامية واحدة وهذا يحتاج إلى دراسة مثل دراسة تسويق الأفكار، فالإعلام في هذه الأيام مع الأسف مؤثر على عقيلة الناس، وعلى رؤية الناس.
وعبّر معاليه عن سروره الكبير بدور المكاتب التعاونية وبفاعليتها في المجتمع وفي أدائها للرسالة المناطة بها، وقال: إن هذا شيء عظيم جداً يسر له المؤمن وينشرح له صدره ولا يجد في هذا الصدد إلا أن يكون داعماً ومؤازراً قوياً في أي مجال يكون من أعمال هذه المكاتب، فلكل داعية، ولكل مدير مكتب، ولكل أعضاء مجالس الإدارة جميعاً منّا الشكر والتقدير.
وكرر معاليه تقديره لدور المكاتب التعاونية في خدمة الدعوة إلى الله، وقال: إن الوزارة تجد أنها مدينة لهذه المكاتب بالكثير من الفاعلية في الدعوة إلى الله تعالى سواء بتنظيم المحاضرات، والكلمات، والدورات العلمية وما أشبه ذلك، أو في مجال العمل في داخل المكتب في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
وسأل معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في نهاية كلمته الله - جلّ وعلا - أن يوفق الجميع إلى كل خير، وأن يجعلنا من الدعاة إلى الله - جلّ وعلا - على نور وبصيرة، وأن يجزي ولاة أمورنا خيراً وأن يزيدهم من الرشد والسداد، وأن يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى.
وكان الحفل قد بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الشيخ عبدالرحمن العجلان مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في حي السويدي كلمة نيابة عن مديري المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد رحب فيها بمعاليه على حضوره هذا الحفل التكريمي، واستعرض الأهداف التي تعمل من أجلها المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد المنتشرة في مختلف مدن وقرى المملكة، وفي مقدمتها تبصير المسلمين بأمور دينهم، وإرشادهم لأسباب النجاة من الفتن وسبل استتباب الأمن في بلادهم، ودعوة غير المسلمين للإسلام، وتصحيح ما علق في عقول وأذهان بعض المسلمين من عقائد فاسدة، وإحياء السنن النبوية والأخلاق الإسلامية في نفوس المسلمين.
كما استعرض الشيخ العجلان - في كلمته - النشاطات التي قامت بها المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد بالرياض والثمار التي نجمت عن تلك النشاطات ومنها إسلام عدد كبير ممن كانوا يعيشون في ظلمات الكفر وعودة خلق كثير لحياض التوحيد والسنّة والعمل الصالح، وكذلك إقامة وتنظيم الكثير من المحاضرات والدروس والكلمات التي شملت الجوامع والمساجد في مدينة الرياض، وقيامها بطباعة وتوزيع الكتب والرسائل وما تحتاجه المؤسسات الخيرية من كتب ورسائل وأشرطة الجاليات من المسلمين الجدد لغير الناطقين باللغة العربية وتزويدهم بما استجد من كتب وأشرطة فيما يتعلق بأمور دينهم، ومن ثمرات هذه المكاتب قامت المكاتب بمخيمات دعوية في شهر رمضان المبارك لتفطير الصائمين للجاليات المسلمة التي لاقت ولله الحمد والمنة إقبالاً منهم.
وأثنى الشيخ العجلان على الجهود والدعم الذي تلقاه المكاتب من قبل الجميع في هذه الدولة المباركة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله.
بعد ذلك شاهد معالي الوزير عرضاً وثائقياً لإنجازات وأعمال المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد بالرياض، ثم ألقى فضيلة الشيخ عبد العزيز الوهيبي الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كلمة عبّر فيها عن شكره لمعالي الوزير لحضوره الحفل، متطرقاً إلى بعض الأعمال التي تقوم بها المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد في الرياض، وما يبذله القائمون عليها من جهود كبيرة لأداء رسالتها، مثنياً في الوقت نفسه على تلك الإنجازات.
وفي ختام الحفل تسلّم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ هدية تذكارية بهذه المناسبة من المكاتب التعاونية عبارة عن درع تذكاري، ثم حضر معاليه والحضور مأدبة العشاء التي أقيمت تكريماً لمعاليه.
|