* الرياض - عبدالرحمن السريع:
وصلت مساء أمس الأول إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض زوجة المجني عليه الألماني هرمن الذي اغتيل مساء أمس الأول بالرياض قادمة من بلدها الفلبين، ومعها طفلها بعد مقتل زوجها بساعة ونصف الساعة، وذلك لقضاء إجازة تستمر أسبوعا مع زوجها هرمن، ولكن يد الغدر لم تسمح بأن يلتقي الزوجان، وانتظرت الزوجة بالمطار استقبال زوجها لها، ولكنها صعقت عندما علمت بأن زوجها قد قتل.
من جانبها التقت الجزيرة عددا من أصدقاء هرمن من الجنسية الألمانية الذين امتنعوا عن ذكر أسمائهم حيث قالوا: إن هرمن إنسان مسالم من بيته إلى عمله والعكس، ومتزوج من امرأة فلبينية، وله منها طفل صغير، وكان ينتظر بشوق وصولها في نفس اليوم الذي قتل فيه، وكان ينوي قضاء الإجازة مع أسرته التي تستمر لمدة أسبوع، وكان سعيدا، وأخبرنا بأنه سوف يذهب إلى المطار لاستقبال زوجته وطفله، وهو مشتاق لهم، وكانوا يتحدثون وهم يبكون مع زميلهم.
وأضافوا زوجته قالت له في آخر اتصال بينهم نريد العيش في المملكة لما تتمتع به من أمن وأمان، وشعب المملكة طيب وكريم، ويحب الخير، وسمعة المملكة معروفة في بلادنا، وفي الفلبين وغيرها من الدول الأخرى خاصة المسلمين منهم الذين يتلهفون بكل شوق للذهاب إلى بلادكم بلدكم بلد الإسلام ولكن استغربنا، واستغرب العالم كله ظهور هذه الفئة التي لا نصدق انهم ينتمون لهذه البلاد لماذا يقتلون ويدمرون بلدكم.
نقولها بكل صراحة نحن تعلمنا من بلدكم وشعبكم القيم الإسلامية من احترام وحب الناس حتى إن زوجاتنا أصبحن يلبسن الزي الإسلامي، وهن يفتخرن بهذا الزي المتحشم، ونقولها بكل صراحة: إن أي أجنبي يعيش في المملكة وعاشر السعوديين يحب الإسلام، ويتمنى الدخول فيه من المعاملة الحسنة حتى إن هرمن من حبه للإسلام كتب على يده بالوشم القدس حرة.
كما شاهدنا سمو ولي العهد السعودي والأمراء يقومون بزيارات للمنازل التقوا الأسر والأطفال في شتى المناسبات، وهذا الحب والتلاحم الذي نشاهده بين الملك والشعب ليس غريبا عندكم، ونتمنى ألا تشوه هذه الأعمال والفئة الضالة عندكم على سمعة الإسلام الذي عرفناها بصراحة عندما عشنا بالمملكة، وفي بلادنا كنا نسمع عن الإسلام فقط، ولا نعرفه وذلك لوجود إعلام مضاد للإسلام الذي يريد تشويه سمعته حتى إن هرمن في آخر اتصال له مع أهله في ألمانيا قال لهم لا تخافون علي فأنا في المملكة مبسوط، وكأنني بينكم وكان يمدح السعودية وشعبها وأخبرهم بأن زوجته سوف تصل للرياض خلال إجازتي، ولن نذهب إلى ألمانيا، وسوف نقضي الإجازة في السعودية مع زوجته لأنه أحب السعودية وشعبها ولكن للأسف قتله أناس ينتمون للشعب السعودي ونخاف أن تسيء هذه الحادثة إلى سمعة المملكة وشعبه لدى أسرة هرمن وأقاربه وأصدقائه بألمانيا الذين صدموا بهذه الحادثة المفجعة لهم، ولكننا نحن أن نقول لأهله وأقاربه عبر الجزيرة بأن هذه التصرفات ليست من الشعب السعودي المسلم، لأننا عشنا وعاش زملاؤنا سنوات طويلة جدا في المملكة ولم تحدث لهم مثل ما يحدث هذه الأيام من فئة ضالة أساءت لسمعة المملكة ولسمعة الإسلام، ونحن عرفنا المملكة وشعبها عن قرب خلال معاملتنا معهم ومعاملتهم الطيبة معنا، والدليل أن هرمن رفض قضاء الإجازة مع أسرته في ألمانيا وفضلها في السعودية، ونكرر مرة أخرى بأننا أحببنا الإسلام من خلال وجودنا في بلدكم وأحببنا الشعب السعودية، وإننا متأكدون بأن يد العدالة ورجال الأمن عندكم سوف تطال هذه الفئة التي قتلت هرمن وحرمته من اجتماعه بعائلته حيث وصلت الطائرة فمات هرمن.
|