جامعة عريقة، لها دورها العلمي الرائد في مجالات تخصصاتها المهمة، ولها كيانها العلمي المحترم؛ جامعة تقدم لبلادنا في مجال العلوم الحديثة ما لا يخفى على كل متابع لدورها الريادي الكبير، وهي برغم تخصصاتها العلمية الخالصة ذات عناية بالجوانب الثقافية العامة، والجوانب الأدبية، والنشاط الثقافي المتميز من خلال الندوات والمحاضرات التي تحظى بعناية كبيرة من المسؤولين في الجامعة، وبإقبال كبير من طلاَّبها وجميع منسوبيها.
حينما كنت في جامع الفاروق داخل الجامعة أنتظر مع المنتظرين إقامة صلاة العشاء كان إحساسي يترقَّى وأنا اشاهد وفود المصلين تتجه إلى المسجد من أساتذة وطلاب، وموظفين وكوكبة من أبنائنا الصغار الذين يرسمون ببراءتهم الوجه الأجمل للحياة.
يا لها من لحظات جميلة في ذلك المسجد العامر بالمصلين!!
وحينما كنت مع معالي مدير الجامعة د. خالد السلطان وعددٍ من عميدي الكليات وأساتذة الجامعة في جلسة ثقافية لطيفة بين المغرب والعشاء، كان شعوري بالارتياح يظهر على نبرات صوتي وملامح وجهي في مجلسٍ هادئ وقور، وحديثٍ مع إخوة كرام يلتقط الإنسان معهم أطايب الكلام، ويحلق معهم في أجواءٍ من الإيمان بقيمة العلم ودوره في بناء الحياة القوية المستقرة.
وحينما كنت مع جمهور الشعر والأدب في قاعة المحاضرات الكبرى في الجامعة كان قلبي يخفق سعادة بطلاب صرحٍ من صروح بلادنا الشامخة تظهر على ملامح وجوههم المشرقة بنور التطلُّع إلى المعرفة، والتَّوْق إلى ثقافة أدبية تضاف إلى تحصيلهم العلمي المتميز، لقد شعرت أنني أمام جمهور من نوعٍ خاص، يشعر بالمسؤولية العلمية، ويخوض غمار التخصُّصات الحديثة في مجالات متعددة من العلوم التطبيقية التي تلبِّي احتياجات مراحل العمل ومجالاته المختلفة التي تحتاجها دولة كبيرة مترامية الأطراف، واضحة الأهداف.
إنَّ فتح نوافذ الكلمة الهادفة، والمعلومة الصحيحة، والموعظة الدينية المنبثقة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أهم وسائل بناء الجيل الواعي الذي ينأى بنفسه عن مواطن الغلوِّ والمبالغات التي تخرج بالإنسان عن جادة الطريق المستقيم.
وإنَّ في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ودروس العلماء في مجالات الفقه والحديث، والسيرة ما يبني النفوس بناءً قوياً، ويملأ القلوب يقيناً، ويمنح العقول وعياً وفهماً وتمييزاً بين الزائف والصحيح من الأقوال والأفعال.
إنَّ صروح العلم الكبيرة في بلادنا لتحمل عبء مسؤولية كبيرة لغرس الثقة في نفوس طلابنا وطالباتنا؛ الثقة بدينهم وفكرهم، وأنظمة بلادهم القائمة على هُدًى في منهج الله المستقيم، لأن هذه الصروح العلمية وفي مقدمتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تؤكد بمسيرتها العلمية والثقافية المستقيمة عظمة ديننا، وتكشف زيف أولئك الذين يتهمون بلادنا ومراكزنا العلمية بما يسمونه الإرهاب ظلماً وعدواناً.
تحية لهذه الجامعة العريقة ولكل صرح علمي عريق في مملكتنا الغالية.
إشارة:
يا بلاد التوحيد ما أنتِ إلا
واحة، ثوبها القديم جديدُ |
|