جشع الأغنياء يطيح بمصالح الفقراء

* واشنطن - طارق عبدالغفار - أ.ش.أ:
أثارت مواقف الولايات المتحدة وأوروبا المتعنتة بشأن الإبقاء على الدعم الزراعي المخاوف من فشل الجولات القادمة لتحرير التجارة العالمية وسط سخط متزايد من جانب الدول النامية التي ترى أن مصالحها باتت مهددة بسبب جشع الدول الصناعية الكبرى.
وترى الدول النامية ان الدول الغنية تضع شروطا قاسية مقابل موافقتها على تخفيض أو إلغاء الدعم الزراعي حيث تشترط إسقاط الدول الفقيرة للرسوم المفروضة على وارداتها الزراعية مما سوف يضر بمصالح تلك الدول التي تعتمد على الزراعة كمورد رئيسي للدخل القومي.
ورفضت العديد من الدول النامية وفى مقدمتها الصين والهند والبرازيل المقترحات المشروطة للدول الغنية لتخفيض الدعم المقدم لمزارعيها وهو ما يعتبره خبراء اقتصاديون مؤشراً على احتمال فشل جولات مفاوضات تحرير التجارة العالمية المقرر عقدها خلال الأشهر القادمة.
وتصر الولايات المتحدة على ضرورة قيام البرازيل بتخفيض الرسوم المفروضة على وارداتها الزراعية لدفع مفاوضات تحرير التجارة زاعمة أن مفاوضات تحرير التجارة تركز في الأساس على تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات.
وترى الدول النامية أن إجبارها على تخفيض الرسوم المفروضة على الواردات الزراعية لن يكون مقبولاً في ضوء إصرار الدول الغنية على استمرار الرسوم العالية على صادرات الفقراء.
وترى البرازيل أن الصيغة الأوروبية الأمريكية المتعلقة بتخفيض الدول النامية للرسوم المفروضة على وارداتها الزراعية تعنى حرمان الفقراء من الوصول لأسواق الأغنياء.
وأوضح لوى فيليب دي سيكاس ممثل البرازيل في منظمة التجارة العالمية أن الصيغة التي تقترحها الدول النامية بشأن خفض أو إلغاء الدعم الزراعي الذي تقدمه حكومات الولايات المتحدة وأوروبا للمزارعين هي الأفضل لتحقيق تكافؤ الفرص بين الأغنياء والفقراء ودفع مفاوضات تحرير التجارة للأمام.وأشار إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا تفرض رسوماً تتراوح ما بين 100 في المائة و250 في المائة على عدد من السلع التي تصدرها الدول النامية وهو ما يعيق صادرات الفقراء لأسواق الدول الغنية.وتهدد الخلافات بين الدول الغنية والفقيرة جولة المفاوضات المقرر أن تعقد في جنيف في الفترة من 29 -30 يوليو القادم وترمي إلى التوصل إلى اتفاق مرض بشأن الدعم الزراعي.
وأوضح روبرت زوليك الممثل التجاري الأمريكي أن الدول النامية ينبغي أن عليها أن تبدي قدراً من المرونة وتدشين مقترحات إيجابية للتوصل إلى اتفاق لدعم مفاوضات تحرير التجارة العالمية أسوة بما فعلته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وطالب زوليك دول الاتحاد الأوروبي بإنهاء الدعم المخصص للمزارعين الأوروبيين للتوصل إلى اتفاق للمضي قدماً في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لتحرير التجارة العالمية.
وقال جون ويكيز السفير الكندي السابق بمنظمة التجارة العالمية إن الأولوية ينبغي إعطاؤها لاستئناف مفاوضات تحرير التجارة العالمية للتوصل إلى صيغ توافقية بدلا من المبادرات التي تهدد بفشل جولات المفاوضات القادمة.
وتشكو الدول النامية من الدعم الزراعي الذي تقدمه الدول الغنية لمزارعيها الذي يصل إلى حوالي 300 مليار دولار سنوياً وتتهم تلك الدول بالإضرار بصادراتها. ويرى البنك الدولي والأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية ان تخفيض أو إلغاء الدعم الزراعي الذي تقدمه الدول الغنية لمزارعيها سوف يدعم اقتصاديات الدول الفقيرة ويزيد من مساهماتها في التجارة العالمية.
وفي الإطار نفسه جاء قرار منظمة التجارة العالمية بشأن ضرورة إجبار الولايات المتحدة على تخفيض الدعم المقدم لمزارعي القطن الأمريكيين ليلقي الضوء من جديد على انتهاكات واشنطن والدول الكبرى لمصالح الدول الفقيرة في اتفاقيات تحرير التجارة.
ويؤيد قرار منظمة التجارة العالمية شكوى البرازيل بشأن انتهاك الولايات المتحدة لقواعد التجارة الحرة عن طريق تقديم إعانات مالية لمزارعي القطن الأمريكيين.