Monday 24th May,200411561العددالأثنين 5 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

اتقوا الله في حملة الأسهم اتقوا الله في حملة الأسهم
ندى الفايز

الجميع يسأل عن سر ما حدث وما سيحدث بسوق الأسهم السعودي!! والذي بدأت شرارة الهبوط والاهتزاز فيه عندما أصدرت مؤسسة النقد السعودي تحذيرا رسميا آخره كان عبر وسائل الإعلام لبعض الشركات المدرجة بسوق الأسهم التي لم تفصح عن قوائمها المالية مما كان له تبعات على السوق ودفع بعض البنوك التجارية إلى اتخاذ قرارات ارتجالية حيال تلك الشركات المنذرة علانية وهي:
6شركات مساهمة من أصل 14 شركة سبق انذارها علماً بأن إجمالي الشركات المدرجة بالسوق 71 شركة, والشركات التي كانت تحت طائلة الإنذار الأخير من مؤسسة النقد السعودي اعلاميا وليس خطابيا هي:
- الشركة السعودية للتنمية الصناعية (صدق).
- الشركة السعودية للنقل البري (مبرد).
- شركة الباحة للاستثمار والتنمية (الباحة).
- شركة المشروعات السياحية (شمس).
- شركة القصيم الزراعية.
- الشركة السعودية للأسماك.
أما الشركات المساهمة التي حوصلتها بعض البنوك التجارية كترجمة خاطئة لمعطيات الإنذار السابق عبر التشديد على المتعاملين بالسوق المالي وإصدار تعاميم داخلية بوقف اعطاء تسهيلات للمتداولين أو اقتراض بغرض المتاجرة فيها فكانت 50 شركة مساهمة (من ضمنها 20شركة سبق وان تأخرت في الافصاح عن مراكزها المالية) وبقية القائمة تضم شركات مساهمة أخرى ضمت بقرارات ارتجالية للقائمة ولا يمكن ان تكون مذكرة داخلية ببنك تجاري ملزمة للمتداول وان أخذ قرضا أو تسهيلا من البنك الذي يتعامل معه, فالقرار غير معقول ان يفكر بنك بتجميد تعاملات عملائه في 50 شركة مساهمة من أصل اجمالي 71 مدرجة بسوق الأسهم السعودي!!! صحيح ان القرار سحب في أقل من 84 ساعة ونفي من قبل المتورطين باصداره لكنه أحدث هزة طالت الأخضر واليابس بسوق الأسهم.
هذا ومن جهة أخرى كثر في الآونة الأخيرة ترهيب الناس من التداول في سوق الأسهم نتيجة ارتفاع القيمة السوقية لأسهم الشركات المساهمة الأمر الذي أحدث ذعرا لدى حديثي الخبرة بالسوق ورفع وتيرة البيع بطريقة هستيرية في الأسبوع المنصرف رغم الاستقرار السياسي النسبي بالمنطقة وارتفاع أسعار النفط وانخفاض أسعار الفائدة والأداء الممتاز لميزانية غالبية الشركات المساهمة أضف إلى ذلك صرف مستحقات المزارعين والمقاولين كاملة من قبل الحكومة السعودية والوفرة المالية التي شهدتها الاستثمارات العقارية كل تلك المنشطات الاقتصادية مجتمعة أدت إلى ارتفاع السيولة النقدية في الفترة السابقة بالمملكة العربية السعودية التي ضخت في سوق الأسهم الذي يعتبر ذا جاذبية عند أغلب أفراد الشعب السعودي ومع ارتفاع السيولة ومحدودية الشركات المساهمة بسوق الأسهم شهد السوق ما شهد من ارتفاع ومن يقول ان الارتفاع كان بلا مبرر يعد مغيبا عن الواقع فالارتفاع كان مرتكزاً على منشطات اقتصادية لم يقرأها البعض باستيعاب وإدراك.
هذا وبغض النظر عن تحذيرات مؤسسة النقد لبعض الشركات المساهمة المدرجة بالسوق بضرورة الإفصاح عن قوائمها المالية وما تبع ذلك من تشديد البنوك التجارية على التسهيلات المقدمة للمتداولين بأسهم تلك الشركات وتفاعل ذلك على سوق الأسهم السعودي سلبا خلال الفترة الماضية.
هذا ويعاب على الإعلام وخاصة التحقيقات الصحافية والبرامج الإعلامية الارتكاز على أساتذة الاقتصاد وإدارة الأعمال بشكل واسع وموظفي البنوك التجارية أكثر من الارتكاز على رجال المال والأعمال وصناع السوق الفعليين وبمقارنة سريعة للواقع نجد ان من شارك بالأسواق المالية ونهض بالشركات والبنوك بالأصل هم رجال مال وأعمال وصناع سوق فلم نسمع أو نشاهد حتى الآن استاذ اقتصاد مالي أو إدارة أعمال نجح في العالم الواقعي والفعلي بعيدا عن النظريات التي يدرسها في المدرجات الجامعية!!
فلماذا يتم الاعتماد على هذه الشريحة بالتحليل والتنظير وتقديمهم للقارئ والمهتم باعتبارهم قيادات للرأي والفكر بالسوق المالي؟!!! فهل هم نماذج ناجحة على أرض الواقع يحتذى بهم ولهم انجازات ومشاريع أعمال ضخمة ويحققون دخولا مالية، أي هل نظرياتهم نفعتهم؟ هل قام الأكاديميون بتوظيف تلك النظريات بما يعود عليهم بالنفع والربحية؟!!
هم أساتذة رأي وفكر أكاديمي ومخرجو أجيال علمية نفتخر بهم ولا نجرأ على التقليل منهم على الصعيد العلمي، هم قامات نعم لكن على الصعيد المهني والعملي لا يمكن تطبيق أي من نظرياتهم.
جميعنا نقف احتراما لهم بالمدرجات العلمية ولا يجرأ أحد على التقليل من شأنهم لكن دخولهم الإعلام والتنظير في الواقع الفعلي أضر بالسوق والمستثمرين فبعض من المتابعين يلفت نظره لقب دكتور جامعي ويصدق حديثه من نافذة (الدكتور قال بالجريدة أو التلفزيون السوق بينزل) وبالفعل السوق نزل من كثرة النظريات وزخم اساتذة الجامعة المتواجدين بالإعلام المسموع والمقروء والمرئي.
وتغير المشهد تماما فبعد ما كانت الناس تضحك وسعيدة بتحقق عوائد مالية مجزية (تسترزق) أصيب العديد منهم بانهيار وإغماء من هبوط السوق نتيجة نظريات أساتذة الجامعات وكثر تواجدهم بالإعلام من صحافة وقنوات فضائية مما أضر سوق الأسهم ولم ينفع بشيء على الإطلاق فهم (أي الأكاديميين) بأفكارهم ونظرياتهم أفقروا الأغنياء ولم يغنوا الفقراء!!
لنأخذ مثلا تجربة تأسيس بنوك إسلامية في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال.. من نفذها وبدأ مراحل التأسيس من الصفر وبكفاح وتمرس؟؟ الأخوان الراجحي الشيخ صالح والشيخ سليمان وليس أستاذ اقتصاد أو بروفيسور إدارة أعمال والأمثلة كثيرة ولا مجال لسردها.
وعودة لما حدث بسوق الأسهم ووصول الأسعار فيها إلى أرقام مرتفعة جداً كما يقول البعض!!
لكن كل ذلك نفع ولم يضر الارتفاع في شيء عكس الانخفاض. إذاً ما الحل والمطلوب هو ان تنخفض السوق وتهوي مثل ما حدث في يومي الثلاثاء والأربعاء 18و19-6-2004!! فهل نفع ذاك الانخفاض الناس والاقتصاد؟؟
أيهما أفضل الارتفاع واسترزاق الناس أو الانخفاض والإفلاس؟!!! هل الانخفاض هو المطلب فالسوق لايعرف الوسطية والفلوس كما يقال تعادل الروح!! أما ارتفاع حاد أو هبوط حاد هذه هي المعادلة الفعلية التي لايفهم غيرها السوق ولن يفهم غيرها, حتى ان لم يستوعبها أساتذة الجامعات هم ونظرياتهم التي تدرس في المدرجات العلمية ولا يمكن تطبيقها خارج أسوار الجامعة أو حتى نفع الأستاذ الجامعي بها، فأبسط تعريف لعلم الاقتصاد هو العلم الذي يبحث في الثروة. وحتى الآن لم يجد اساتذة الاقتصاد وإدارة الأعمال هذه الثروة حتى أصبحنا نطلق على هذه المعرفة, العلم الذي لا ينفع.
قد يكون حديثي مؤلماً لكن هذه هي الحقيقة التي خرجت بها مؤخراً, فعلى الصعيد الشخصي في قطاع المال والأعمال أصبح يشدني تحليل وتصريح صناع السوق الناجحين وان لم يحملوا شهادة الثانوية, فهم من قام بتعمير الاقتصاد (لا) هز أركانه بالنظريات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
فماذا استفدنا (غير الإفلاس والانهيار) من حديث الأكاديميين ونظرية في كل عمود صحفي وفي كل برنامج تلفزيوني!! لا يصح هذا ولا يجوز ذاك والتذمر من ارتفاع القيمة السوقية لأسهم الشركات المساهمة بهذه الصورة، ولا يصح تكدس النشاط الاستثماري في القطاع المالي!!! وفي النهاية عند تطبيق هذه النظريات لحق الضر بالأفراد والاقتصاد ولم ينفعهم وفي المقابل الارتفاع السابق انتفع الناس به ولم يضرهم فاتقوا الله في المتداولين يا أساتذة الاقتصاد وإدارة الأعمال واكتموا علماً لا ينفع ويضر.
من مشاهدتي فالغالبية حققت مردودا ماليا وسعيدة وتضحك وتوسعت في رزقها دون ان تضر أحدا أو تسرق أو تختلس لا سمح الله, فلماذا يخرج الإعلام المسموع والمقروء والمرئي علينا بمنظّرين وأكاديميين يمارسون الضغط والتنفير من مكسب حلال وطيّب متاح للجميع ولم يضر أحدا أو يتضرر منه أحد!!!
خروج الأكاديميين بدعوى ونظريات إدارة الأعمال والتجارة والاقتصاد النقدي والمالي والقيمة السوقية ومكرر الربحية وسقف المؤشر العام وغيرها من نظريات درسناها وفهمناها ولم تفدنا أو كما يقولها رجل الشارع العادي (ماتأكل عيش ولا تفتح بيت), المواطن يريد مكسبا حلالا بيده يعينه على أتعاب الحياة وتكاليف المعيشة, يريد ان يسمع معادلة حقيقية تدر عليه مردودا ماليا بالحلال لا يريد نظريات وطلاسم.
وعليه لندع الأفراد طالما أنهم لا يضرون الاقتصاد أو يختلسون منه ان يتاجروا بالأسهم مهما ارتفعت قيمتها السوقية هم على دراية ان غالبية الشركات متوسطة الربحية ومتعثرة فلا أحد يخدعهم بقول انها تربح، الجميع مطلع على القوائم المالية وعلى علم بوجود عجوزات مالية وتعثر أداء في بعض الشركات المساهمة ويشتري باختياره وهو في كامل أهليته واتزانه العقلي, ويحقق أرباحا وسعيد برزقته.
هذا وحتى العالم الافتراضي وفضاء الانترنت توقف الناس عن الغمز واللمز في السياسة والتحريض وبث الفتنة والشقاق على المنتديات الالكترونية, وانشأ العديد منهم مواقع ومنتديات حول الأسهم برسم اشتراك قدرة 500 ريال سعودي أحدهم حقق له موقعه الالكتروني عائدا ماليا قُدّر بنصف مليون ريال(500.000) في أسبوع!! وخلال فترة الهبوط فتح خاصية التصفح بالمجان لزوار الموقع كرماً ونبلاً منه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved