Monday 24th May,200411561العددالأثنين 5 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
انتهى الدرس يا جلبي
جاسر عبدالعزيز الجاسر

كما كان متوقعاً لفظ الأمريكيون عميلهم الأول الجاسوس أحمد الجلبي عضو مجلس الحكم العراقي الذي أنهى الأمريكيون خدمته بطريقة مذلة لم يتعرض لها أحد من قبله خاصة من المحسوبين على حملة الغزو الأمريكي للعراق.
وأحمد الجلبي ليس فقط محسوباً على حملة الغزو الأمريكي للعراق, بل كما كشفت المعلومات التي أعلنها البيت الأبيض والبنتاغون والاستخبارات المركزية الأمريكية ووزارة الخارجية، أنه المحرض الأول لعملية الغزو، فهو الذي قاد فريق جمع المعلومات المضللة التي أقنع عن طريقها الإدارة الأمريكية من بوش إلى رامسفيلد مروراً بجورج تنت رئيس ال (سي.آي.إيه) بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل, وأن العراقيين سينثرون الورود على رؤوس القوات الأمريكية حينما تصل إلى العراق، وظل الجلبي وجماعته يجمعون المعلومات ويصنفونها ويوجهونها لخدمة أغراضهم وأهدافهم الشخصية والحزبية، وواصل الجلبي ورفاقه تقديم خدمات جمع المعلومات والتجسس لصالح قوات الاحتلال حتى بعد إكمال غزوهم للعراق ومقابل هذه الخدمات خصصت له وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مبلغ ثلاثمائة وأربعين ألف دولار أمريكي شهرياً، وهو مبلغ يعتبر راتباً لجواسيس أمريكا في العراق، لتكون هذه الحالة الواقعة المخزية التي يقبل بها سياسي يتبجح بأنه وطني ويعمل لتحرير بلاده.
مكافأة التجسس هذه ظل أحمد الجلبي يقبضها لقاء المعلومات التي يقدمها للمحتل الأمريكي، رغم أنه عضو في مجلس الرئاسة بمجلس الحكم.. ليصبح عضواً رئاسياً بمرتبة جاسوس..!!
هذا الجاسوس الذي يوم دخل العراق مع القوات الأمريكية الغازية عن طريق الناصرية, بطريقة استعراضية مرتدياً الشيرت الأسود مرتدياً قبعة رعاة البقر وحوله بعض المسلحين، اعتقد الكثيرون أن الجلبي سيكون (قرضاي العراق) إذ سينصِّبه الأمريكيون رئيساً للعراق ليخدم مصالحهم ويرعى شئونهم, وفعلاً استطاع الجلبي أن يملي على الأمريكيين اتخاذ بعض القرارات والخطوات التي تعد سبب التدهور الأمني والفوضى العارمة. ولم يكتشف الأمريكيون الورطة التي أوقعهم فيها الجلبي إلا بعد أن تكشف العديد من الوقائع ومنها (كذب المعلومات) التي قدمها لهم والتي بنىعليها المخططون الأمريكيون وساستهم خططهم التي انتهت إلى احتلال العراق, وظل الجلبي يقدم المعلومات التي تخدم أهدافه ومصالحه.. أخطر من ذلك اكتشف الأمريكيون أن الجلبي يشرك غيرهم في المعلومات التي حصل عليها إبان اليوم الأول لسقوط بغداد حيث مكنه الأمريكيون من الوصول إلى وثائق المخابرات العراقية التي تسرب البعض منها إلى دول مجاورة تتعارض المصالح الإستراتيجية الأمريكية معها.
عندها حصلت القطيعة فالأمريكيون بعد أن حققوا ما كان يسعون إليه من الهيمنة على بلد عربي بمساعدة الجواسيس وكبيرهم الجلبي, لا يريدون جاسوساً مزدوجاً.. فأنهوا خدماته ليكون درساً آخر للجواسيس.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved