الأمريكان ومجلس الحكم نسفا جهود الوساطة الإيرانية..

* بغداد - د. حميد عبد الله:
وضع مجلس الحكم العراقي حداً للتقولات حول حقيقة الوساطة التي تقوم بها إيران لإيجاد مخرج للازمة بين مقتدى الصدر وسلطات الاحتلال.
فقد كشف مصدر في المجلس ان الاخير لا علم له بزيارة حسين صادقي مدير عام دائرة الخليج في الخارجية الإيرانية إلى العراق، موضحا ان المجلس لم يوجه دعوة إلى المسؤول الإيراني لزيارة العراق اما القوات الامريكية فقد أكدت انها لم تطلب من إيران التوسط الأمر الذي وصفه المراقبون بالعقبات التي يضعها الأمريكان أمام مهمة الوسيط الإيراني.
ورويدا رويدا بدأت قوات الاحتلال بالتراجع عن أي التزام يمكن ان يسجل عليها بشأن المفاوضات والوساطات بينها وبين الصدر حيث كشف عبد الكريم العنزي ان الامريكان أضافوا شرطا تعجيزيا لا يمكن ان يقبله الصدر وقد أكد مصدر في مكتب الصدر لاحقا ان الشرط الأمريكي الجديد يتعلق بنفي الصدر إلى دولة مجاورة وفي حالة رفضه فإن القوات الامريكية ستكون مضطرة للقبض عليه وإحالته إلى القضاء بتهمة جنائية.
من جهته رفض مقتدى الصدر رفضا قاطعا إجراء أية مفاوضات مباشرة مع المحتلين وهاجم الصدر كلا من ابراهيم الجعفري مسؤول حزب الدعوة وعبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وان لم يسمهما بالاسم حيث وصف الجعفري بانه (يسافر عند الأزمات) وقال عن الحكيم انه (لم ينبس ببنت شفة)!
المؤشرات كلها تشير إلى ان المواجهة بين الامريكان وانصار مقتدى الصدر واقعة لا محالة رغم التحذيرات الصادرة من مراجع النجف وعلى رأسهم السيد السيستاني الذي حذر قوات الاحتلال من اجتياح كربلاء والنجف لكن الامريكان ردوا على ذلك بالقول (ان هدفنا ليس مدينة النجف ولا أهلها بل مقتدى الصدر الذي يجب ان يقبض عليه ويحال إلى المحاكمة).
في هذه الأثناء ازداد تمسك الشارع الشيعي بمقتدى الصدر. وذكر مصدر في شرطة الكوت ان جنود الاحتلال أوقفوا رجلا عراقياً يقود سيارة أجرة في مدينة الكوت وطلبوا منه نزع صورة لمقتدى الصدر علقها في سيارته إلا ان الرجل رفض ذلك بشدة.
وقال مفوض الشرطة محمد عبد العباس من شرطة الكوت ان قوات الاحتلال اجبروا الرجل على الترجل من سيارته وبدأوا يضربونه ضربا مبرحا بالهراوات نقل على أثرها إلى المستشفى وهو بحالة سيئة فارق الحياة بعدها بوقت قصير مؤكدا ان قوات الاحتلال ألقت في نفس اليوم (الثلاثاء 13 مارس الجاري) القبض على خمسة رجال في مدينة الكوت كانوا يرتدون سراويل وقمصان سود وهو الزي الذي يرتديه جيش المهدي.
من جهة أخرى كشف عضو مجلس الحكم العراقي الدكتور أحمد الجلبي ان ميليشيات عدد من الأحزاب العراقية تقاتل إلى جانب القوات الامريكية في الفلوجة.