للمنظرين -دائماً- رؤية خاصة، وزاوية ينطلقون منها حينما يتناولون قضية ما من قضايا المجتمع، فما أكثرها وأعصاها على الحل، فهؤلاء لديهم هذه الأيام تحديداً العديد من الآراء الجديدة حول إشكاليات التوظيف وقضايا (السعودة).
لقد كنا نتجاذب أطراف هذه القضية تحديداً، وظللنا نحن البسطاء نُحمّل الشباب مسؤولية إخفاق هذه الجهود، وبوادر فشل هذا المشروع، مثال ذلك قضية سعودة سوق الخضار، وتخريج دفعتين من الحلاقين، ودفعة واحدة من الطباخين، وكأن قضايانا حلت ولم يتبق إلا هذه الثغور البسيطة!!
ظل أصحاب النظريات والبحوث والدراسات -لاعوام- يشدون على أصواتنا الواعظة دائما ليحمّلوا هؤلاء الشباب المسؤولية أيضاً، لكن في غمرة هذا اللغط تبين المفاجأة، لنلفيهم وقد اكتشفوا أن هنا خطأ فادحاً لم ننتبه إليه جميعاً، ألا وهو عدم تأهيل رجال الأعمال في بداية هذا المشروع المهم، وهو التأهيل المهم من أجل أن يتعاملوا مع هذه الجهود التي تبذل في سبيل توطين الكثير من الوظائف، ليرى هؤلاء الباحثون والمنظرون أنه بات من المهم أن نعيد حساباتنا ونخفف وطأة اللوم لهؤلاء الشباب ولا نحملهم مسؤولية بوادر هذا الفشل الذي وقعنا به جميعاً.
إذن من المهم أن نبدأ من الصفر- الذي نحتفل بقدومه هذه الأيام- ونكف عن تصديق هؤلاء الباحثين والدارسين الذين يشنفون آذاننا بتصوراتهم، لنضع أيدينا بأيدي هذا الجيل الذي يجب أن يحترس كثيراً - منذ الآن فصاعداً- من ألاعيب هؤلاء، مثلما يحترس الكتاب المبدعون، والأدباء الرائعون من أحابيل النقد وحيل النقاد.
|