* كتب - علي الصحن:
تمثِّل مواجهة فريق الهلال والأهلي مساء اليوم في قائمة المربع الذهبي واحدة من أهم وأصعب مباريات الفريق الهلالي هذا الموسم.
فالفريق الذي خرج للتو من البطولة الآسيوية بهزيمة (كوارثية) من الشارقة الإماراتي هي الأقسى في تاريخ النادي مطالب بالوقوف على قدميه من جديد والعودة للمنافسة وإثبات وجوده كرقم بارز في تاريخ المسابقات المحلية..
هذا فضلاً عن أن الخسارة تعني الخروج من بطولة خامسة هذا الموسم وهو ما يشكِّل ضربة قاصمة لتاريخ الفريق الذي يحاول أن يفوز ببطولة الدوري من جديد وهو الذي غاب عن لقبها في الموسمين الفارطين.
ويدرك لاعبو الهلال ومسيروه أن المهمة لن تكون سهلة حتى وإن كان الفريق يلعب بين أنصاره الذين تشير التوقعات إلى عدم حضورهم بالكثافة المعهودة وذلك احتجاجاً على خدش تاريخ فريقهم وكبريائه في الإمارات، إضافة إلى إغلاق التمارين أمامهم في الأيام التي تلت عودة الفريق من الإمارات بدواعي عزل اللاعبين عن أي مؤثرات قبيل مواجهة الأهلي المنتظرة.
هذا ولا يغيب عن فطنة الهلاليين أن أموراً كثيرة لا يمكن إصلاحها في مباراة اليوم، فأربعة تدريبات فقط ليست كافية مثلاً لانتخاب لاعبين أفضل من الموجودين وإحضارهم في القائمة الرئيسة وأربعة تدريبات لن تكون كافية لكي يعالج العجلاني ومعاونوه أوجه القصور الفنية في الفريق والتي ظهرت جليةً في الشارقة..
كما أنها لن تكون كافية أيضاً لرفع معدل اللياقة البدنية لدى الفريق الذي بدا منهكاً كأنما يجر أكياس رمل أواخر مباراته مع الشارقة.. ولعل كل ما يمكن للهلاليين إصلاحه هو إعداد فريقهم من الناحية النفسية فقط.. ومحاولة إيجاد الوصفة المناسبة لإخراج اللاعبين من صدمة الشارقة والقول لهم إن في الوقت متسعاً للتعويض وان لكل نزال ظروفه ولكل منافس أسلوبه وطبيعته!! إضافة إلى رغبة اللاعبين في رد الاعتبار من الأهلي الذي حرمهم من المنافسة على كأس ولي العهد.
في هذا المقام لا بد من الإشارة إلى أن الأهلي يعيش على النقيض تماماً للظروف الهلالية وهو ما يرجح حظوظه في الكسب وإرسال الهلال إلى خارج المنافسة على أهم وأغلى الألقاب وهو الشيء الذي إن حدث فسوف يفتح كل الأبواب في نادي الهلال الذي لم تتعود جماهيره على مثل هذا الخروج المتعاقب من المنافسات..
هذا فضلاً عن أن الخروج ربما يكون إشارة حقيقية إلى أن الفريق الهلالي الحالي لن يكون قادراً على إتمام مشواره الذهبي وأن تغيير عناصره من الألف إلى الياء ودراسة كل ما فيه من أشياء بات ضرورة ملحة يفرضها واقع الفريق المثقل بالهموم بعد خسارته من الشارقة..!!
** الأهلي هو الأفضل معنوياً.. ولياقياً.. وفنياً.. كما أن لديه مدرباً ممتازاً يعرف جيداً من أين تؤكل الكتف، ولعل قراءة عاجلة لمشوار الفريق في الآونة الأخيرة تكفي لإيضاح الفوارق بينه وبين مضيفه الليلة.
** بقي أن أقول إن فوز الهلال إذا حدث يجب أن لا يكون كافياً لأن ينسى الهلاليون ما حدث في الشارقة.
ففي رأيي أن ما حدث هناك جرح يحتاج للكثير من الوقت والكثير الكثير الكثير من الجهد والعمل حتى يندمل.. وإن كان سيظل ندبة ظاهرة على الجسد الأزرق الذي لم يتعود مثل ذلك عبر تاريخه المديد!!
|